الدكرورى يكتب عن أم جميل بنت قطبة بن عامر
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الصحابية أم جميل بنت قطبة بن عامر وهى صحابية جليلة واسمها أم جميل بنت قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة، وقد أسلمت أم جميل وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وأمها هى أم عمرو بنت عمرو بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة، وهى مبايعة وجدتها أم أمها مبايعة، وكان أبوها هو الصحابي قطبة بن عامر بن حديدة، وهو صحابي من الأنصار من بني سواد بن غنم من بني سلمة من الخزرج، وكان واحدا من ستة من الأنصار أسلموا في مكة قبل بيعتي العقبة، ثم شهد بيعتي العقبة، ومن بعدها شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها، وكانت معه راية بني سلمة يوم الفتح، وجُرح يوم أحد تسع جراحات، ورمى يوم بدر حجرا بين الصفين، وقال لا أفر حتى يفر هذا الحجر.
وقطبة بن عامر بن حديدة، يكني أبا زيد، وقد لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من الرماة المذكورين، وتوفي في خلافة عثمان، رضي الله عنهما، وكان فى شهر صفر سنة تسعه من الهجره، استعمل النبي صلى الله عليه وسلم، قطبة أميرا على سرية من عشرين رجلا إلى أحد أحياء خثعم، وأمره أن يشن الغارة، فغنموا وعادوا، وقد ذكر ابن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث قطبة في عشرين رجلا إلى حيّ من خثعم بناحية تَبالة فأمره أن يشنّ عليهم الغارة، فانتهوا إلى الحاضر وقد ناموا وهدءوا، فكبّروا وشنوا الغارة، فوثب القوم، فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كثر الجراح في الفريقين جميعا، وكثرهم أصحاب قطبة فقتلوا من قتلوا وساقوا النعم والشاء إلى المدينة فأخرج منهم الخُمس، ثم كانت سُهمانهم بعد ذلك أربعة أبعرة لكل رجل.
والبعير يُعدل بعشرة من الغنم، وكانت هذه السرية في صفر سنة تسع، وقيل أنه كانت الحمس من قريش تدخل من أبواب البيوت، وكانت الأنصار يدخلونها من ظهورها، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان ومعه أناس من أصحابه، فخرج من البستان ومعه قطبة بن عامر، وقيل دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو مُحرم باب بستان، فأبصره قطبة بن عامر الأنصاري، أَحد بني سلمه، فاتبعه، فقال أناس يا رسول الله، إن قطبة رجل فاجر، قال “وما ذاك؟ فأخبره، فقال يا رسول الله، إنك خرجت، فخرجت فقال ” ما أدخلك وأنت محرم ” ؟ فقال يا رسول الله، رضيت بهديك ودينك وسمتك، قال “فإني أحمسي” قال قطبة ديني دينك، فأنزل الله عز وجل “ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها” والصحابيه أم جميل.
قد تزوجها عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق فولدت له إمامة، ثم خلف عليها زيد بن ثابت من بني مالك بن النجار، وزيد بن ثابت بن الضحّاك الأنصاري هو صحابي جليل وكاتب الوحي، وهو شيخ المقرئين، ومفتي المدينة، وقد روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليه القرآن بعضه أو كله، ثم خلف عليها أنس بن مالك من بني عدي بن النجار، وهو أبو حمزة أنس بن مالك النجاري الخزرجي صحابي خدم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحد المكثرين لرواية الحديث.