علاج السحر من القرآن والسنة
علاج السحر من القرآن والسنةلمن عرف الداء، وسأل عن الدواء..
بقلم د/محمود سرور
جاء في الأثر الصحيح: ” ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، فتداووا يا عباد الله”.
والسحر والعين من جملة الأمراض التى يصاب بها الإنسان، لا سيما إذا سلط عليه.
والشرع الحنيف لم يترك هذه المسألة مبهمة، لكنه وضحها توضيحا، وفصلها تفصيلا، وقد دل الشرع على الطريق الصحيح للعلاج من الأمراض، وعلم بالاستقراء أنه على قسمين:
القسم الأول: ما يتقى به من السحر قبل وقوعه، ومن ذلك ما يأتي:
(١) القيام بالواجبات الشرعية، وترك المحرمات، والتوبة النصوح من جميع السيئات.
(٢) الإكثار من قراءة القرآن الكريم، بحيث يجعل له ورداً منه كل يوم، وتأمل وتدبر سورة البقرة.
(٣) التحصن بالدعوات والتعوذات والأذكار المشروعة، ومنها: أذكار الصباح والمساء، والأذكار أدبار الصلوات، وأذكار النوم، والاستيقاظ منه، وأذكار دخول المنزل والخروج منه، وأذكار الركوب..، وغير ذلك وقد ورد كثيرا منها في حصن المسلم على حسب الأحوال، والمناسبات، والأماكن والأوقات..
(٤) أكل سبع تمرات على الريق صباحا إذا أمكن؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: “من اصطبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر”والأكمل أن يكون من تمر المدينة مما بين الحرتين كما في رواية مسلم.
وأفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله – أن جميع تمر المدينة توجد فيه هذه الصفة لقوله صلى الله عليه وسلم: “من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح …” الحديث. كما يرى – رحمه الله – أن ذلك يرجى لمن أكل سبع تمرات من غير تمر المدينة مطلقاً.
القسم الثاني: الرقية الشرعية من القرآن والسنة:
وقد جاءت آيات وأحاديث توضح الصفة الصحيحة للرقية الشرعية، وأختصرها في النقاط الآتية:
أ -يدق سبع ورقات من سدر أخضر بين حجرين أو نحوهما ثم يصب عليها مما يكفيه للغسل من الماء ويقرأ فيها:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سورة الفاتحة، ثم يقرأ {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة 255].
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ، فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ، فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ، وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ، قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ، رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} [الأعراف 117-122].
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ، فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ، فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ، وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [يونس 79-82].
{قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى، قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى، قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى، وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى، فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} [طه 65-70].
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ، وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ، وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}.
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ}.
وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي، وبذلك يزول الداء، إن شاء الله تبارك وتعالى، وإن دعت الحاجة إلى إعادة ذلك مرتين أو أكثر فلا بأس، حتى يزول المرض وقد جرّب كثيرا فنفع الله به، وهو جيد لمن حبس عن زوجته.
ب- التعوذ بالدعوات الجامعة:
باب الاستعاذة باب عظيم، ومن فتح له فيه نال الخير الكثير، وأولى الناس بمراعات ذلك من أصيب بشئ من السحر أو العين، ومن هذه الدعوات الطيبات المباركات:
١- أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك (سبع مرات).
٢- يضع المريض يده على الذي يؤلمه من جسده ويقول: “بسم الله” ثلاث مرات، ويقول: “أعوذ بالله وقدرته من شرما أجد وأحاذر (سبع مرات).
٣- “اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً”.
٤- أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة”.
٥- “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”.
٦- “أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون”.
٧- “أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق، وبرأ وذرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن”.
٨- “اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء..”.
٩- “بسم الله الرحمن الرحيم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك”
١٠- “بسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد ومن شر كل ذي عين”.
١١- “بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حسد حاسد ومن كل ذي عين الله يشفيك”.
وهذه التعوذات، والدعوات، والرقى يعالج بها من السحر، والعين، ومس الجان، وجميع الأمراض؛ فإنها رقى جامعة نافعة بإذن الله تعالى.
ولا بد في هذا العلاج من أمرين:
الأول: من جهة المريض:
ويكون ذلك بقوة نفسه، وصدق توجهه إلى الله، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان..
والثاني: من جهة المعالج: بأن يكون كذلك فإن السلاح بضاربه، وإن أُذّن في أُذن المصروع فحسن؛ لأن الشيطان يفر من ذلك.
هذا، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
علاج السحر من القرآن والسنة