الدكروري يكتب عن جميلة بنت ثابت
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
السيدو جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأنصارية وقد كان اسمها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم، جميلة وهى تكنى أم عاصم بابنها عاصم بن عمر بن الخطاب، وقد سمته باسم أخيها، عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وكان زوجها ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، المُلقب بالفاروق، وهو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرا ونفوذا، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم، وقد تولى الخلافة الإسلامية بعد وفاة الخليفة أبي بكر الصديق، وكان عمر بن الخطاب قاضيا خبيرا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق.
لتفريقه بين الحق والباطل، وهو مؤسس التقويم الهجري، وفي عهده بلغ الإسلام مبلغا عظيما، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان، وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة وهي ثالث أقدس المدن في الإسلام، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية، وحوالي ثلثي أراضي الامبراطورية البيزنطية، وقد تجلت عبقرية عمر بن الخطاب العسكرية في حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا المسلمين قوة، فتمكن من فتح كامل إمبراطوريتهم خلال أقل من سنتين، كما تجلت قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه على تماسك ووحدة دولة كان حجمها يتنامى يوما بعد يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها، وقد تزوجها في السنة السابعة من الهجرة.
وولدت له ولدا واحدا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عاصم بن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهو الفقيه، الشريف، أبو عمرو القرشي العدوي، وقد ولد في أيام النبوة وحدث عن أبيه، وكان طويلا جسيما حتى قيل أنه كان ذراعه ذراعا ونحوا من شبر، وكان من نبلاء الرجال، دينا، وخيرا، صالحا، وكان بليغا، فصيحا، شاعرا، وهو جد خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز، لإمه، ثم طلقها الفاروق عمر، وقد تزوجت السيده جميله بنت ثابت بعد الفاروق عمر بن الخطاب، يزيد بن جارية، فولدت له عبد الرحمن بن يزيد، فهو أخو عاصم بن عمر، وكان اخوها عاصم بن ثابت الشهيد الذي حمته الدبر من المشركين، وقيل طلقها عمر بعد مولد ابنه عاصم، وقد تزوجها الفاروق عمر بن الخطاب سنة سبعه من الهجره ، وقيل أن عمر ركب إلى قباء فوجد ابنه عاصم يلعب مع الصبيان، فحمله بين يديه.
فأدركته جدته الشّموس بنت أبي عامر، وهى الشموش بنت أبي عامر، واسمه عبد عمرو بن صيفي بن زيد بن أمية الأنصارية، وقد تزوج الشموس ثابت بن أبي الأقلح واسمه قيس بن عُصيمة بن مالك بن أمة بن ضُبيعة فولدت له عاصم بن ثابت، وقد شهد بدرا وقُتل يوم الرجيع شهيدا وحمته الدبر، وجميلة بنت ثابت وهى مبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتزوجها عمر بن الخطاب فولدت له عاصم بن عمر، فنازعته الشموس إياه حتى انتهى إلى أبي بكر الصديق، رضى الله عنهم أجمعين، فقال له أبو بكر خلي بينها وبينه، فما راجعه، وسلمه إليها، وقيل أنه كان اسم امرأة الفاروق عمر بن الخطاب، عاصية فأسلمت فأتت عمر، فقالت قد كرهت اسمي، فسمّني، فقال أنت جميلة، فغضبت، وقالت ما وجدت اسما تسميني به إلا اسم أمة، فأتت النبى صلى الله عليه وسلم، فقالت يا رسول الله، إني كرهت اسمي، فقال ” أنتى جميله ”
فغضبت يعني وذكرت قول الفاروق عمر فقال ” أما علمتى أن الله عند لسان عمر وقلبه ” وعن عاصم بن عمر، عن قتادة، قال أول من بايع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أم سعد بن معاذ، وهي كبشة بنت رافع بن عبيد، وأم عامر بنت يزيد بن السكن، ومن بني ظفر ليلى بنت الخطيم، ومن بني عمرو بن عوف ليلى ومريم وتميمة بنات أبي سفيان الذي يقال له أبو البنات، وقتل بأحد، والشموس بنت أبي عامر الراهب، وابنتها جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح، وظبية بنت النعمان بن ثابت بن أبي الأفلح، وقد ذكر في بطون كتب سير الصحابة رضوان الله عليهم عن حُسن أخلاق الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في التعامل مع زوجاته، إذ كان لا ينادي زوجته إلا ” يا بنت الأكرمين” إكراما لأهلها، أما فيما يتم تداوله حول قصة الرجل الذي جاء إلى الفاروق ليشكوه لزوجته فسمع من خلف الباب صوت زوجة الفاروق يعلو على صوته.
فقد اختلفت الروايات في صحتها، وقد تزوج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من النساء زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، وقد ولدت له من الأبناء عبد الرحمن وعبد الله وحفصة، كما تزوج رضي الله عنه السيدة أم كلثوم بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وولدت له زيد الأكبر ورقية، كما تزوج أم كلثوم بنت جرول بن مالك، وتفرقا حينما أسلم عمر، وقد ولدت له من الأبناء عبيد الله وزيدا الأصغر الذين قتلا في صفين، وتزوج كذلك أم حكيم بنت الحارث بن هشام وولدت له فاطمة، كما تزوج عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل وولدت له عياض بن عمر، كما تزوج جميلة بنت ثابت من الأنصار، وولدت له عاصم، ومن أمهات الأولاد تزوج عمر لهية وولدت له عبد الرحمن الأصغر يكنى بأبو المجبر، وفكيهة وولدت له زينب التي تعتبر أصغر أولاده، كما ذكر العيني أن عمر تزوج زوجة فرق الإسلام بينهما وهي قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة .