أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

أم عطية نسيبة بنت الحارث

الدكرورى يكتب عن أم عطية نسيبة بنت الحارث
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

السيدة نسيبة بنت الحارث الأنصارية وهى صحابية جليلة، وكانت كنيتها هى أم عطية، وهى من الصحابيات الجليلات المجاهدات في سبيل الله عز وجل، وهي امرأة من الأنصار، وقد اشتهرت بكنيتها، أما اسمها فهو نسيبة بنت الحارث، وقيل نسيبة بنت كعب، وقد كانت أم عطية من المجاهدات الصحابيات، فخرجت للغزو مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، سبع مرات، فكانت تداوي فيهن الجرحى، وتسعف المصابين، وتسقي العطشى، وتنقل القتلى إلى المدينة المنورة، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قد انتقلت أم عطية، إلى الإقامة في البصرة، والبصرة هى ثالث أكبر مدن جمهورية العراق الآن، وهي المركز الإداري والسياسي لمحافظة البصرة.

حيث تقع في أقصى جنوب العراق على الضفة الغربية لشط العرب، وهو المعبر المائي الأول في العراق، وكما تعتبر البصرة العاصمة الاقتصادية للعراق، والبصرة مدينة قديمة شيدها عتبة بن غزوان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهي من المدن العربية الكبرى، وكانت السيده نسيبه بنت الحارث، من فقيهات الصحابيات وقد أخذ عنها كثير من أهل البصرة الفقة خاصة فقة الجنائز وغسل الميت، وكانت أم عطية الأنصارية من الصحابيات المجاهدات في سبيل الله، فتحكي عن نفسها في الغزو والجهاد فتقول “غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم، سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى” رواه مسلم.

 

ومن الغزوات التي شهدتها مع النبي صلى الله عليه وسلم، غزوة خيبر، وغزوة خيبر هي معركة جرت بين المسلمين وبين اليهود، وقد ذكر ابن إسحاق أنها كانت في محرم من السنة السابعة للهجرة، وذكر الواقدي أنها كانت في صفر أو ربيع الأول من السنة السابعة للهجرة، بعد العودة من صلح الحديبية، وذهب ابن سعد إلى أنها في جمادى الأولى سنة سبعه، وقال الإمامان الزهري ومالك إنها في محرم من السنة السادسة، ففى غزوة خيبر كانت أم عطية رضي الله عنها من بين عشرة نساء خرجن مع الرسول صلى الله عليه وسلم يبتغين أجر الجهاد، والسيده أم عطية الأنصارية من الصحابيات الجليلات اللاتى جمعن بين شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، والجهاد معه في سبيل الله.

ونشر العلم والفقه بين المسلمين فهى قد جمعت بين الصحبة والجهاد والعلم، وهذا شرف لم ينله إلا القليل من النساء، وهى التي غسلت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم، بعد موتها، فقالت رضي الله عنها لما ماتت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم، قال اغسلنها وترا، ثلاثا أو خمسا واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من الكافور، فإن غسلتنها فأعلمنني، فلما غسلناها أعطانا حقوه فقال أشعرنها إياها” وقد كانت أم عطية تغسل من مات من النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، تلتمس الثواب والأجر من الله عز وجل، وقد روت أم عطية الأنصارية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبلغ جملة ما روته أربعين حديثا.

وقد اتفق البخاري ومسلم على ستة منها، وللبخاري حديث ولمسلم آخر، وقيل أنه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوما على عائشة فقال “هل عندك من شيء؟ قالت السيدة عائشة رضي الله عنها، لا، الا شيء بعثت به الينا نسيبة وهي أم عطية الانصارية، من الشاة التي بعثت اليها من الصدقة فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “انها قد بلغت محلها” وقد روى عنها أنس بن مالك، ومحمد بن سيرين، وحفصة بنت سيرين، وجماعة كبيرة من التابعين، ومما روته هو، عن أم عطية رضى الله عنها قالت ” غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم، سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام، وأداوى الجرحى، وأقوم على المرضى ” رواه مسلم.

وعن أم عطية رضى الله عنها قالت “نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا” رواه البخاري، وعن أم عطية رضى الله عنها قالت “أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور” رواه البخارى ومسلم، ولكن ونحن فى هذا الزمان لقد اختلط الحابل بالنابل، والصدق بالكذب، وكدنا نفقد هويتنا العربية والإسلامية، وغابت عنا القدوة الصالحة التي يقتدي بها أولادنا من الشباب، ولذا اخترت بعض الشخصيات التي لم نجد مثيلا لها في تاريخ الإنسانية، بعد أنبياء الله تعالى، من الصحابة رضوان الله عليهم، وقد تبين من دراسة هذه الشخصيات الصفات والأخلاق التي تحلوا بها، فكانوا بحق خير أمة أخرجت للناس، وكان من بين هؤلاء هى السيده نسيبة بنت الحارث والتى عاشت رضي الله عنها وأرضاها إلى ما يقرب من السبعين عاما.