الدكرورى يكتب عن فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس
السيدة فاطمة بنت الوليد وهي ابنة الوليد بن عبد شمس المخزومي وهو من أشراف قريش، وهو الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، وهو زوج السيدة أسماء بنت أبي جهل، عمرو بن هشام، وهو ابن عمه، وأبو جهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي الكناني وقد كان سيدا من سادات بني قريش من قبيلة كنانة وكان من أشد المعادين للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو الحكم، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم، كناه بأبي جهل بعد أن كان يُكنى بأبي الحكم، وذلك لقتله امرأة عجوزا طعنا بالحرباء من قبلها حتى الموت، بسبب جهرها بالإسلام، وهي السيدة الصابرة المحتسبة سمية بنت خياط، وكان أبوه هو هشام بن المغيرة
وهو سيد بني مخزوم من كنانة في حرب الفجار ضد قبائل قيس عيلان، وقد قتل أبو جهل في يوم السابع عشر من رمضان، في السنة الثانية للهجرة يوم بدر، وكانت غزوة بدر أول معركة بين المسلمين والمشركين، وقد سميت بذلك لأنها وقعت على أرض بدر، وهي منطقة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما كان عدد المشركين في المعركة يصل إلى ثلاثة أضعاف المسلمين في العدد والعدة، ومع ذلك انتصر المسلمين عليهم بعون الله وتوفيقه، وتم قتل قائدهم أبو جهل، وذلك على يد غلامين من الأنصار، يدعى أحدهما معاذ بن عفراء، والآخر معاذ بن عمرو بن الجموح، ثم جاء عبد الله بن مسعود ونظر إليه، إذ أبو جهل مرمي على الأرض، فقال له أبو جهل قد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم.
وكما قد سأله لمن الدائرة اليوم، فرد عليه ابن مسعود لله ورسوله، وضربة بالسيف، فقطع رأسه، وكان لفوز المسلمين في هذه الغزوة أثر كبير في قلوبهم، لأنها أول غزوة في الإسلام، وجعلهم هذا الانتصار مهيبين في المدينة كما قد قوى شوكتهم بين العرب وحسن وضعهم المادي، وكان الوليد بن عبد شمس، جده المغيرة ويكنى أبا عبد شمس، وقتل الوليد بن عبد شمس يوم اليمامة شهيدا تحت لواء ابن عمه خالد بن الوليد بن المغيرة، وكان إسلامه يوم الفتح، وكانت وأمه قيلة بنت جحش بن ربيعة، وقد أنجب الوليد بن عبد شمس، ابنه عبد الرحمن، وأمه فاختة بنت عدى بن قيس، وأنجب قيس بن الوليد، لأم ولد، وبقيتهم بالعراق، فولد عبد الرحمن بن الوليد، إبنه عبد الله الأزرق، ولي اليمن لعبد الله بن الزبير، وكان الخليفه عثمان بن عفان تزوج بنته فاطمة، فولدت له سعيد بن عثمان.
وكانت السيده فاطمه بنت الوليد أمها هى السيده أسماء بنت أبو جهل، وكانت السيده فاطمه بنت الوليد، من المهاجرات الأول، وقال فهي يومئذ من أفضل أيامى قريش، ثم تزوجها بعده الحارث بن هشام، وهو الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ، وكانت أمه هى أم الجلاس أسماء بنت مُخرّبة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم التميمية، وهو أخو أبي جهل لأبويه، وابن عم خالد بن الوليد، وابن عم حنتمة أم عمر بن الخطاب، وقيل أنه خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، على امرأته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة، وهي أم عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقد تزوج عمر بن الخطاب، ابنته أم حكيم بنت الحارث، وهي أخت عبد الرحمن بن الحارث.
فكان عبد الرحمن بن الحارث يقول ما رأيت ربيبا خيرا من عمر بن الخطاب، وكان عبد الرحمن بن الحارث من أشراف قريش والمنظور إليه، وله دار بالمدينة رَبّة، يعني كبيرة كثيرة الأهل، وقد ولد الحارث بن هشام، ولده عبد الرحمن، وبنته أم حكيم وقد تزوجها عكرمه بن أبي جهل بن هشام بن المغيرة، ثم خلف عليها عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فولدت له فاطمة، وقيل عن الحارث بن هشام، أنه لما كان يوم الفتح دخل الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة على أم هانئ بنت أبي طالب، فاستجارا بها، وقالا نحن في جوارك، فأجارتهما، فدخل عليها علي ابن أبي طالب، فنظر إليهما فشهر عليهما السيف، قالت فألقيت عليهما ثوبا فاعتنقته، وقلت تصنع هذا بي من بين الناس، لتبدأن بي قبلهما.
قال تجيرين المشركين؟ فخرج ولم يكَد، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت يارسول الله، مالقيت من ابن أمي عَليّ، ما كدت أفلت منه، أجرت حموين لي من المشركين، فتفلت عليهما ليقتلهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما كان ذلك له، قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت” فرجعت إليهما فأخبرتهما، فانصرفا إلى منازلهما، فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة جالسان في ناديهما متفضلان في المُلاء المُزعفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا سبيل إليهما قد أمّناهما ” فقال الحارث بن هشام وجعلت أستحي أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر رؤيته إياي في كل موطن مُوضعا مع المشركين، ثم أذكر بره ورحمته وصلته.
فألقاه وهو داخل المسجد، فتلقاني بالبشر ووقف حتى جئته، فسلمت عليه وشهدت شهادة الحق، فقال ” الحمد لله الذي هداك، ما كان مثلك يجهل الإسلام ” قال الحارث بن هشام فوالله مارأيت مثل الإسلام جُهل، وقد شهد الحارث بن هشام، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، غزوة حُنين وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من غنائم حنين مائة من الإبل، ولم يزل مقيما بمكة بعد أن أسلم حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاء كتاب أبي بكر الصديق يستنفر المسلمين إلى غزاة الروم قدم الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو جميعا على أبي بكر المدينة، فأتاهم أبو بكر في منازلهم فسلم عليهم ورحّب بهم وسُرّ بمكانهم، ثم خرجوا مع المسلمين غزاة إلى الشام.
وعن أبي بكر بن الحارث، عن فاطمة بنت الوليد أم أبي بكر، أنها كانت في الشام تلبس الجباب من ثياب الخز ، ثم تأتزر فقيل لها أما يغنيك هذا عن الإزار ؟ فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأمر بالإزار، والسيده فاطمة بنت الوليد بن المغيرة المخزومي، قد قتل أبوها باليمامة وأمها أم حكيم بنت أبي جهل، وتزوج فاطمة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه فولدت له سعيد، والوليد، ويقال إن اسمها هو أسماء، وقد قتل أبوها ببدر كافرا، وعمتها هي فاطمة بنت عتبة، ورُوى عن السيده عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأم سلمة أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة كان تبنى سالما وأنكحه ابنة أخيه هند بنت الوليد بن عتبه، وهو مولى لامرأة من الأنصار.
كما تبنى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، زيد بن حارثة، وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه، وورث ميراثه، حتى أنزل الله عز وجل ” ادعوهم لأبائهم” فرُدو إلى آبائهم، فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين، فجاءت سهلة بنت سُهيل بن عمرو، وهى امرأة أبي حذيفة القرشية العامرية، فقالت يا رسول الله، إنا كنا نرى سالما ولدا، وذكر الحديث أنها أرضعته، وفى النهايه من هى فاطمه بنت الوليد، هى فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن الوليد بن المغيرة المخزومية، وقد قتل أبوها باليمامة، وأمها أم حكيم بنت أبي جهل، وتزوج فاطمة المذكورة عثمان بن عفان، فولدت له سعيدا والوليد، ويقال إن اسمها أسماء.