الدكرورى يكتب عن مدعية النبوة سجاح الكاهنة ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مدعية النبوة سجاح الكاهنة ” جزء 4″
ونكمل الجزء الرابع مع مدعية النبوة سجاح الكاهنة، فقال مالك إن صاحبكم كان يزعم ذلك، فقال أهو صاحبنا وليس بصاحبك؟ يا ضرار، اضرب عنقه، فضرب عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين، وطبخ على الثلاثة قدرا، فأكل منها خالد تلك الليلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدة وغيرهم، ويقال إن شعر مالك جعلت النار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر، ولم يفرغ الشعر لكثرته، وقد تكلم أبو قتادة مع خالد فيما صنع، وتقاولا في ذلك، حتى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى أبو بكر الصديق الصديق، وتكلم عمر مع أبى قتادة في خالد، وقال للصديق اعزله، فإن في سيفه رهقا، فقال أبو بكر الصديق لا أشيم سيفا سله الله على الكفار، وجاء متمم بن نويرة فجعل يشكو إلى أبو بكر الصديق خالدا.
وعمر يساعده وينشد الصديق ما قال في أخيه من المراثي، فوداه الصديق من عنده، ثم إن سجاح قصدت بجنودها اليمامة لتأخذها من مسيلمة الكذاب فهابه قومها، وقالوا إنه قد استفحل أمره وعظم، فقالت لهم فيما تقوله عليكم باليمامة، دفوا دفيف الحمامة، فإنها غزوة صرامة، لا تلحقكم بعدها ملامة، قال فعمدوا لحرب مسيلمة فلما سمع بمسيرها إليه خافها على بلاده وذلك أنه مشغول بمقاتلة ثمامة بن أثال وقد ساعده عكرمة بن أبي جهل بجنود المسلمين، وهم نازلون ببعض بلاده ينتظرون قدوم خالد، كما سيأتي فبعث إليها يستأمنها ويضمن لها أن يعطيها نصف الأرض الذى كان لقريش لو عدلت فقد رده الله عليك فحباك به وراسلها ليجتمع بها في طائفة من قومه فركب إليها في أربعين من قومه.
وجاء إليها فاجتمعا في خيمة فلما خلا بها وعرض عليها ما عرض من نصف الأرض وقبلت ذلك، قال مسيلمة سمع الله لمن سمع وأطمعه بالخير إذا طمع ولا يزال أمره في كل ما يسر مجتمع رآكم ربكم فحياكم ومن وحشته أخلاكم ويوم دينه أنجاكم فأحياكم علينا من صلوات معشر أبرار لا أشقياء ولا فجار يقومون الليل ويصومون النهار لربكم الكبار رب الغيوم والأمطار، وقال أيضا لما رأيت وجوههم حسنت وأبشارهم صفت وأيديهم طفلت، قلت لهم لا النساء تأتون ولا الخمر تشربون ولكنكم معشر أبرار تصومون فسبحان الله إذا جاءت الحياة كيف تحيون وإلى ملك السماء كيف ترقون فلو أنها حبة خردلة لقام عليها شهيد يعلم ما في الصدور ولأكثر الناس فيها الثبور.
وقد كان مسيلمة شرع لمن اتبعه أن الأعزب يتزوج فاذا ولد له ذكر فيحرم عليه النساء حينئذ إلا أن يموت ذلك الولد الذكر فتحل له النساء حتى يولد له ذكر هذا مما اقترحه من تلقاء نفسه ثم تزوجها وأقامت عنده ثلاثة أيام ثم رجعت إلى قومها فقالوا ما أصدقك فقالت لم يصدقني شيئا، فقالوا إنه قبيح على مثلك أن تتزوج بغير صداق، فبعثت إليه تسأله صداقا فقال أرسلي إلي مؤذنك، فبعثته إليه وهو شبت بن ربعى، فقال ناد في قومك إن مسيلمة بن حبيب رسول الله قد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم به محمد، ويعني صلاة الفجر وصلاة العشاء الآخرة فكان هذا صداقها عليه، وكانت مشهورة بالكذب، وكانت العرب تقول فلان أكذب من سجاح، نظرا لما اشتهر عنها من الكذب، وكانت تعود بنسبها من جهة أبيها إلى بني يربوع.
ومن هنا كانت على قرابة مع مالك بن نويرة، بينما تعود بنسبها من جهة أمها إلى بنى تغلب الذين كانوا يقيمون في بلاد الرافدين، وهذا ما جعل الرواة يقولون بأنها كانت نصرانية على دين بني تغلب، وعندما بدأت حركات الردة خاصة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت بردة طليحة ومسيلمة، بدأت بإعلان نبوتها وتبعها عدد كبير من بنى تغلب وبني يربوع وسارت إلى منطقة نجد حيث أرسلت إلى مالك بن نويرة تقترح عليه مهاجمة المدينة المنورة معا، ثم اتفقا على مهاجمة بعض القبائل المعادية لبني تميم وتغلب، لكن قواتها أخفقت في صدامها مع بعض القبائل في منطقة نجد فاتجهت مع أتباعها نحو اليمامة واجتمعت هناك بمسيلمة الكذاب حيث أحس بخطرها الداهم.