“مـزايـدات” الجزء الثاني
بقلم الشيخ/السيد محمد فتح الباب
نقول وبالله التوفيق
وصلاً بما سبق انتهينا إلى أن كلمة غزوة تستعمل في حروب النبي -صلى الله عليه وسلم -، والمسلمون من بعده بالمعني السلبي للفظ وهي الدفاع والذب عن الإسلام وأهله ، وقلنا إنها كانت دفاعاً وليس هجوماً ، فكيف تم فتح البلاد الإسلامية على يد المسلمين ؟؟
وقد يكون هناك بلاد لم تتعرض للمسلمين لا من بعيد ولا من قريب ، فما هو المسوغ لفتحها ، وكيف ترد على من ادعى أن الإسلام انتشر بالسيف !؟
تعالى معي لهذه الحيثيات
أولاً : الإنسان خليفة عن الله تعالى في أرضه ، وهذا يعني أن الإنسان ينفذ أمر الخالق في العبادة وعمارة الأرض ، والإنسان عبد لله تعالى ، عليه السمع والطاعة ، لأن الملك إذا أمر أو نهى فعلى العبيد الالتزام والتنفيذ.
ثانياً : الكون وما فيه صنعة الله ، وهو ملك لله ، ولا يستطيع إنسان الادعاء بأنه أوجد شيئاً وليس له ملكية في شيء ، حتى أن نفسه ليست ملكه.
ثالثاً : أن الأرض والسموات ومن فيهن قد استجابت لأمر الملك ، وهي ملك للخالق سبحانه وتعالى.
رابعاً: لايسكن على الأرض إلا من يعترف أنها ملك للملك سبحانه ، ولا يستظل تحت سمائه إلا من يُقر له بالعبودية والوحدانية.
خامساً: هناك نوعان من الجهاد ،
١- جهاد الدفع أي الدفاع ، وهو ما يطلق عليه غزوات ( المعني السلبي لها )
٢- جهاد الفتح ، أي عرض دين الإسلام على غير المسلمين ، وله ثلاث أدوار مرتبة.
أخي الكريم نكمل في لقاء آخر أن شاء الله ، والله أعلم والهادي إلى سبيل الرشاد.
مـزايـدات” الجزء الثاني