أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

اليوم العالمي للأخوة الإنسانية

اليوم العالمي للأخوة الإنسانية

بقلم د / خالد السلامي

يجتمع العالم أجمع اليوم الرابع من فبراير من كل عام على مبدأ واحد أساسه هو الأخوة الإنسانية، في هذا اليوم “اليوم الدولي للأخوة الإنسانية” يؤكد العالم على أن التضامن الإنساني هو سبيل البشرية للتعامل مع جميع التحديات. خلقنا الله سبحانه وتعالى من نفس واحدة وأصل واحد. وعلى مر العصور واختلاف الأزمان والأديان، لم نسمع عن نبي من الأنبياء، ولا خليفة من الخلفاء أنه تعامل بعنصرية أو تمييز مع البشر.

 

ولنا في نبي الله صلى الله عليه وسلم خير مثال، فها هو تمتلئ سيرته العطرة بالعديد من المواقف التي أثبتت تعامله (بإنسانية) مع أصحاب الديانات الأخرى، فقد تعاون منعه، زارهم، واساهم، بل واعتمد عليهم.

 

إن أعظم حدث في تاريخ الإسلام هو هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي الفاصل بين الكفر والإيمان، فهي لم تكن نجاة للنبي صلى الله عليه وسلم بنفسه من القتل وحسب، بل كانت نجاة للإسلام كله، فلو تمكن الكفار من النبي ذلك اليوم، لانتهى الدين بأكمله. ومع خطورة الموقف، وأهمية الهجرة، اعتمد النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يهودي ليؤمن له هجرته، ويرشده في طريقه.

 

إن كل الديانات منذ فجر التاريخ دعتنا إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك. وقد أقرت كل الديانات بحق الإنسان في حريته، أفكاره، ومعتقداته. ولو شاء الله تعالى، لخلقنا جميعا على لون واحد، واعتقاد واحد. بل إن كل الديانات، والإسلام الدين الخاتم، جميعها نهانا عن إكراه الناس على الدين. وأمرنا الله سبحانه بالعدل والرحمة مع كل البشر، دون تمييز للون أو عرق أو دين.

 

وقد سارت دولة الإمارات العربية المتحدة على ذلك النهج الصحيح، والخطى الواضحة لمعايير الأخوة الإنسانية. فكانت الدولة راعيا مهما، بل رئيسا للحوار بين البشرية في تلك المساحة الواسعة والمشتركة من القيم الروحية، والمعاملات الإنسانية. وأكدت الدولة على أهمية حماية دور العبادة، واستنكرت كل أشكال التعرض لدور العبادة بأي شكل من الأشكال.

 

ونددت دولتنا الرائدة بكل أشكال الإرهاب، بغض النظر عن شكله، مصدره، وضحيته. وأكدت دولة الإمارات على أهمية ترسيخ قيم المواطنة وحفاظ الحقوق لكل فئات البشر بالعدل والإنصاف. وكانت دولة الإمارات من أهم المنادين بحماية حقوق المسنين، النساء، الأطفال، والضعفاء.

 

إن تعاملنا بروح الاخوة الإنسانية والتسامح الغير مشروط لا يعني تنازلنا عن هويتنا، ولا ثقافتنا، ولا ديننا. لدينا الكثير من القواسم والمساحات المشتركة التي يسعنا أن نتعامل فيها بإنسانية، ونحافظ فيها على إنسانيتنا. دعونا نعيش في عالم من الحقوق المتساوية، والواجبات العادلة. إن الأخوة الإنسانية هي سبيل العالم للاستقرار والقضاء على النزاعات والصراعات، ونشر قيم التعايش والتسامح.