مزايدات
بقلم الشيخ/السيد محمد فتح الباب
نقول وبالله التوفيق والسداد
علمنا أن الغازي هو من يبدأ ويهجم في مزايدات وعلمنا أن حضرت النبي صلى الله عليه وسلم لم يبدأ بحرب ولا الصحابة رضي الله عنهم ولا المسلمون من بعدهم في كل الأزمان والأماكن .
وقلنا إن المسلمين لم يعير للألفاظ اهتماما حتى أصبح اللفظ من أدوات الحرب على الإسلام وجماعته ، وكان لزاما على العلماء أن يبينوا معاني الألفاظ ، وذلك ليعلم من يحارب الإسلام أن قوله في نحره وأن الإسلام دين السلام .
وهنا علينا بيان حديث حضرت النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه أبو هريرة . قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق ” حديث صحيح رواه مسلم .
وحديث آخر .عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا ” من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه من الله بقارعة قبل يوم القيامة ” حديث حسن رواه أبو داوود
وهنا سؤال يطرح نفسه وهو كيف توفق بين الأحاديث وبين كلمة غزوة أو غازيا؟
وقد علمنا أن الغازي اسم فاعل وهو من هاجم وبدأ بالحرب .
الغزو هنا في الأحاديث تعني الجهاد في سبيل الله تعالى ، والجهاد هو جهاد الدفع ، أي دفع الظلم والفساد .
فمن مواطن الجمال في اللغة العربية أن الكلمة لها أكثر من معنى حسب تراكيب الجمل ، وعلينا بيان معنى الغزو في الحديث وبيان الغزو في غير الأحاديث .
لذلك الغزو هو الجهاد وهو الدفاع وليس البدأ بالحرب.
ولو نظرت في جميع الحروب التي خاضها الإسلام وأهله كانت دفاعية ، أو دفع عدوان قادم أو قائم ، فكان غزوا بالدفع والرد وليس مهاجمة
ولنا لقاءات أن شاء الله تعالى في القادم
والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد.