الدكرورى يكتب عن هند بنت عتبة ” جزء 2″
بقلم / محمــــد الدكـــرورى
هند بنت عتبة ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع السيدة هند بنت عتبة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل هند بنت عتبة لما فعلت بحمزة، ولما كانت تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فجاءت إليه النساء متخفية فأسلمت وكسرت كل صنم في بيتها، وقالت لقد كنا منكم في غرور، وأهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جديين، واعتذرت من قلة ولادة غنمها، فدعا لها بالبركة في غنمها فكثرت، فكانت تهب وتقول هذا من بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، وتقول السيدة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم أبو العاص مكة، قال لي تجهزي فالحقي بأبيكي، فخرجت أتجهز، فلقيتني هند بنت عتبة فقالت يا بنت محمد، ألم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك؟ فقلت لها ما أردت ذلك، فقالت أي بنت عم، لا تفعلي.
إني امرأة موسرة وعندي سلع من حاجتك، فإن أردت سلعة بعتكها، أو قرضا من نفقة أقرضتك، فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال، قالت فوالله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل، فخفتها فكتمتها، وقلت ما أريد ذلك، وقيل أنه خرج أبو سفيان بن حرب حتى إذا دخل مكة صرخ بأعلى صوته يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقامت إليه هند بنت عتبة فأخذت بشاربه وقالت اقتلوا الحميت الدسم الأحمس ” ومعناه أى وعاء الثمن وكثير اللحم” فقال أبو سفيان لا يغرنكم هذه من أنفسكم ، فإنه قد جاءكم بما لا قِبل لكم به، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، قالوا قبحك الله، وما تغني دارك؟ قال ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد، وقال معاوية بن أبي سفيان.
لما كان عام الحديبية وصدت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت، ودافعوه بالراح، وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبة، فقالت إياك أن تخالف أباك، وأن تقطع أمرا دونه فيقطع عنك القوت، وكان أبي يومئذ غائبا في سوق حباشة، وجاء عمر بن الخطاب إلى أبي سفيان، فإذا هند بنت عتبة رضي الله عنها امرأته تهيئ أهبه لها في المدينة، فقال أين أبو سفيان؟ فقالت هند رضي الله عنها ها هو ذا، وكان في ناحية من البيت، فقال احتسبا واصبرا، فقالا مَن يا أمير المؤمنين؟ قال يزيد بن أبي سفيان، فقالا من استعملت على عمله؟ قال معاوية بن أبي سفيان، قالا وصلتك رحم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وكانت هذه هي أخلاق السيدة هند بنت عتبة فى إسلامها بعد أن فتح الله قلبها للإيمان من بعد أن أغلقه الكفر.
وجمده الشرك، فجعلها تمثل بسيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ثأرا منه لأنه قتل يوم أحد أباها عتبة وعمها شيبة، وكانا كافرين، إنها جاءت يوم أحد مع جيش المشركين، وقد نذرت لئن قدرت على حمزة لتأكلن من كبده، فلما استشهد حمزة رضى الله عنه، أمسكت بقطعة من كبده، وأخذت تمضغها لتأكلها فلم تستطع أن تبتلعها فلفظتها، وسميت لذلك “أكالة الأكباد” وكما شاركت الصحابية الجليلة هند بنت عتبة رضي الله عنها في الجهاد مع المسلمين في العديد من الوقائع، كما كانت تخرج مع جيوش المسلمين تحمسهم لحرب الكفار، وقد شاركت في معركة اليرموك، وأخذت تشجع المسلمين على محاربة الروم، وقد كان لها دور في تحصيل النصر في المعارك التي شاركت فيها، سواء كان ذلك بالمشاركة الفعلية، أو من خلال التشجيع، وفي النهاية قد توفيت السيدة هند بنت عتبة رضي الله عنها في السنة الرابعة عشرة من الهجرة النبوية بعد تاريخ حافل بالبطولات، وصادف ذلك فترة خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.