أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

العماليق فى كتب التاريخ “جزء 6”

الدكرورى يكتب عن العماليق فى كتب التاريخ “جزء 6”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

العماليق فى كتب التاريخ “جزء 6”

ونكمل الجزء السادس مع العماليق فى كتب التاريخ، وقد أطلق اليونانيون اسم فينيقيا المشتق من فينيقيين أي الأحمر الأرجواني على القسم المتوسط والشمالي من ساحل سوريا، كما أطلقوا اسم الفينيقين على الكنعانيين سكان هذا الساحل، وكان الأموريين البدو يسمون انفسهم باسم العمور، تشير مصادر الألف الثالث قبل الميلاد المسمارية إلى أن الأموريين كانوا جماعات بدوية تغلغلت من الجزيرة العربية إلى أواسط بلاد الرافدين وجنوبيها، وتطلق عليهم المدوّنات السومرية اسم مارتو، أما الأكدية فتسمّيهم أَمُورم أي الغربيين أو أهل الغرب، وقد انتشر الأموريون في أواخر العصر الأكدي في مناطق الجزيرة الفراتية، واستمر تسرّبهم في عصر سلالة أور الثالثة إلى مناطق بلاد الرافدين الداخلية.

على شكل هجرات قبلية متتالية، وقد كانت تربية الحيوانات، هى العمل الرئيسي للبدو الأموريين كما تدل على ذلك المصادر المكتوبة، فقد كانوا مربي أغنام في المقام الأول يتجولون بقطعانهم في مناطق البادية بحثا عن الكلأ والماء، ويعيشون من منتجاتها المختلفة واللبن ومشتقاته والصوف، وكان الأموريون قبائل يقوم على رأس كل منها شيخ مسؤول يسير شؤونها المختلفة بالتشاور مع مجلس يضم كبار رجالات القبيلة ورؤساء العشائر والأسر الكبيرة ولم تكن هناك قوانين مكتوبة تنظم شؤون المجتمع البدوي بل كانت لهم أعراف وتقاليد لها فعل القانون، وهدفها حماية المجموعة القبلية والأفراد معا، وكانت تتناسب مع الحياة التي تحياها هذه المجموعة، ولم يترك الأموريون نصوصا.

أو كتابات بلغتهم، والسبب في ذلك هو أنهم كانوا عند دخولهم مدن بلاد الرافدين والشام بدوا لا يعرفون القراءة والكتابة، وقد نزح قسم كبير من الأموريين العماليق إلى مصر تحت ضغط الحيثيين وقد حكموا مصر فتره من الزمان، عندما أتيحت الفرصة لهم بتأسيس مملكتهم بسبب كثرة عددهم والنزاعات والعداءات الداخلية في مصر، وقد جاء ذكر العماليق في الكتابات المصرية القديمة باسم الهكسوس وهى كلمتين، منفصلتين، هكا، سوس، وتعني الملوك الرعاة، وكما جاء ذكرهم في مواضع أخرى بلفظ، العامو أو العمو، وقد اتخذ العماليق عاصمة لهم في شرق الدلتا اطلقوا عليها اسم زوان، أو صوعن وهى التي كانت تعرف، أورايس، واندمج العماليق مع المصرين القدماء بشمال مصر.

ودخلت العديد من الكلمات السامية إلى لغة المصرية القديمة، وفي عصرهم تطورت القدرات القتالية المصرية وأدخلوا العربة الحربية والدروع والحصان العربي وهو حيوان لم يعرفة المصرين القدماء من قبل، ويعتقد العلماء أن العماليق أحرقوا معابد الوثنية وأنهم لم يقروا بدين المصرين، وهذا سبب أن الله عز وجل في القرآن الكريم، لم يلقب الملك الذي عاصرا النبي يوسف عليه السلام، بالفرعون لأنه هو وقومه العماليق لم يؤمنوا بدين المصرين القدماء، وفي عصر حكمهم دخل النبي الكريم يوسف عليه السلام، وبنو إسرائيل مصر،ومن المحتمل أن يكون ملك مصر في حقبة دخول النبي يوسف عليه السلام، لمصر هو أول أو ثاني ملك من ملوكهم، وكان خروجهم من مصر، على يد الملك أحمس الأول.

ولقد ذكر القرآن الكريم حكام مصر الأقدمين وفرق بينهم لما يذكر حكام مصر في عصر نبى الله موسى عليه السلام لا يذكره إلا بصيغة فرعون، وذلك في أكثر من ستين آية كريمة منها قول الله عز وجل فى القرآن الكريم فى سورة البقرة “وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون اَبناءكم ويستحيون نِساءكم وفي ذلكم بللاء من ربِكم عظيم” وأما عند ذكر حكام مصر في عصر نبي الله يوسف عليه السلام، فلا يذكره إلا بلفظ الملك فقال الله عز وجل فى القرآن الكريم فى سورة يوسف “وقال الملك إِني أَرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وآخر يابسات” وقول تعالى فى سورة يوسف أيضا “وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم.