الدكرورى يكتب عن العماليق فى كتب التاريخ “جزء 4”
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
العماليق فى كتب التاريخ “جزء 4”
ونكمل الجزء الرابع مع العماليق فى كتب التاريخ، وفي أحد كتب التلمود اليهودية نجد أن طول آدم عليه السلام كان بين السماء والأرض، مما يوحي بالطول الفارط له، وفي واحدة من أشهر قصص العهد القديم نرى نبى الله داود عليه السلام وهو ينتصر على العملاق جالوت والذي اختلفوا في طوله حيث ذكرت بعض النصوص أن طوله كان أربعة أذرع وشبر مما يعني ستة أقدام و تسعة بوصات، ولعل ذلك ما أشار الله تعالى إليه في القرآن من قصة الملك طالوت المؤمن، وكان في جيشه داود عليه السلام، وعندما قال الله عز وجل فى سورة البقره “فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت” وهناك حديث صحيح للنبي صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خلق الله آدم على صورته, طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال، اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، قال، فذهب، فقال السلام عليكم، فقالوا وعليك السلام ورحمة الله، فزادوا، ورحمة الله, قال، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن” رواه البخاري ومسلم، وهناك حديث صحيح آخر عن دخول المؤمنين الجنة فعن أبي هريرة رضي الله عنه، يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا” رواه البخاري ومسلم، وأن هناك زيادة لا تصح في بعض الروايات الأخرى.
كما عند أحمد والطبراني وابن أبي الدنيا فيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” طوله ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع ” وهي لا تصح كما قلنا، فهى لا سندا ولا متنا ومعنى، وقال عنها الإمام الألباني رحمه الله، صحيح دون جملة العرض تخريج الألباني لمشكاة المصابيح، وكذلك نجد في القرآن الكريم وصف دخول نبى الله موسى عليه السلام، وبني إسرائيل للأرض المقدسة وهى أريحا من فلسطين حاليا، أنهم تعللوا وجبنوا عن ذلك لأن فيها قوما جبارين، فالله عز وجل يصور لنا المشهد فيقول تعالى فى سورة البقره “قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون” وقد ذكر المفسرون فيها أقوالا وروايات أجمعت على أنهم كانوا ضخام الجسم شديدي القوة والبطش.
وبالطبع هناك روايات إسرائيلية مبالغ فيها جدا من الأكاذيب التي قال المفسر ابن كثير أنه يستحي من ذكرها، كمَن قالوا أن طولهم كان ثلاثة آلاف ذراع، حيث تعجب ابن كثير، إذا كان طول آدم عليه السلام ستون ذراعا فقط ثم الخلق ينقص إلى الآن، فمن أين أتى هؤلاء بهذا الكلام، وأيضا قد جاء في آحاديث آخر الزمان وهو بعد قتل المسيح عليه السلام للدجال وبعد هلاك يأجوج ومأجوج يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى حديث طويل ” ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك أي كما كانت في أول زمان نزول آدم على الأرض والله أعلم، فيومئذ تأكل العصابة أي الجماعة، من الرمانة فتشبعهم، ويستظلون بقحفها، ويبارك الله في الرسل وهو الحليب.
حتى إن اللقحة من الإبل تكفي الفئام من الناس، إلى آخر الحديث كما عند ابن ماجة وغيره، وهذا قد يفسر مثلا العثور على آثار حشرة تنتمي لليعسوب ولكنها ضخمة جدا بالنسبة لحجمه، حيث المسافة بين جناحيها أكثر من نصف متر، وقد أسماها العلماء ومن المفترض حسب تقديراتهم أنها عاشت منذ ثلاثة مائة مليون سنة، وأما عن العماليق فلا يعرف متى استوطن العماليق في يثرب على وجه التحديد، وربما نزلوها قبل رحيلهم إلى العراق او بعد خروجهم من أرض مصر على يد الملك أحمس الأول، وقد اختلف المؤرخون هل هم الذين أسسوا يثرب أم قبيلة عبيل؟ وهل انتزعوها منهم؟ والذي يتفقون عليه هو أن وجود العماليق قديم في يثرب سواء في فترة التأسيس أو بعدها مباشرة.