الدكرورى يكتب عن العماليق فى كتب التاريخ “جزء 3”
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
العماليق فى كتب التاريخ “جزء 3”
ونكمل الجزء الثالث مع العماليق فى كتب التاريخ، فيما قال إبن إسحاق والمسعودي, وقيل من جرهم من القحطانية وكانت منازلهم مكة الحرم، وبنو خيبر هم قبيلة من العمالقة من العرب العاربة البائدة وهم بنو خيبر من الحجاز، وبه سميت خيبر، وهى قبيلة من العرب العاربة البائدة وقد إشتهرت بإسم أبيهم, فلا يقال إلا ثمود من غير بني ولذلك ورد في القرآن الكريم حيثما ورد ذكرها، وقال الجوهري، وهو ينصرف ولا يصرف وهم بنو ثمود بن جاثر بالجيم, ويقال كاثر بن إرم بن سام, وكانت منازلهم بالحجر ووادي القرى الحجاز, والشام, وكانوا ينحتون بيوتهم في الجبال مراعاة لطول أعمارهم, إذ كانت أعمارهم تطول فيرعون بقايا ما عاشوا وهي باقية إلى زماننا.
وقد بعث لهم أخاهم صالح بن عبيد بن أسف بن ماسخ بن عبيد بن كاثر بن ثمود بن إرم بن سام، فلم يؤمنوا فهلكوا، وهم قبيلة من العرب العاربة والبائدة وهم بنو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح علية السلام, ويقال لعاد هؤلاء عاد الأولى وكانت منازلهم الأحقاف بين اليمن وعمان من البحرين إلى حضرموت، والشحر وكان أبوهم عاد فيما يقال وهو أول من ملك العرب وطال عمره وكثر ولده وفي بعض التواريخ أنه ولد له أربعة آلاف ولد ذكر لصلبه, وتزوج ألف امرأة وعاش ألف سنة ومائتين سنة, وقال البيهقي ثلاثمائة سنة وملك بعده بنوه الثلاثة شديد ثم شداد ثم أرم, وشداد هو الذي سار في الممالك وأستولى على كثير من البلاد كالشام والعراق والهند.
وذكر الزمخشري في تفسيره، أن شداد هو الباني مدينة أرم ذات العماد، وذكر فيه أن الباني لها أرم نفسه, وبعث الله منهم هودا عليه السلام نبيا وهو هود بن عبدالله بن رياح بن الخلود بن عاد ويقال هود بن عاد, فلم يؤمنوا فهلكوا بالريح كما ورد في القرآن الكريم، ويتحدث العرب بشكل عام فى كتبهم عن العمالقة، ويذهبون إلى أن قوم عاد كانوا من هؤلاء العمالقة، بل يذهبون إلى أبعد من ذلك فيذكرون حديثا منسوبا للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أنه قال “إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعا، ثم لم يزل الخلق ينقص حتى الآن” وكما أن كتب المفسرين حافلة بمثل ذلك فنجدهم يتحدثون عن عوج بن عنق ويذكرون أنه كان طوله ثلاثة آلاف ذراع وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين ذراعا وثلثا.
وكان موجودا من قبل نوح وإلى عهد موسى، كما أن كتبا مثل ألف ليلة وليلة يمثل العماليق جانبا أساسيا من مادتها التى انتشرت بشكل كبير وصارت جزءا من التراث العربي، وقد ذكر المسعودي، أن الفراعنة من العماليق الذين نزحوا إلى مصر وإلى جد العماليق هو إرم، وتنسب ذات العماد، التى ذكرت فى كتابه الكريم، حيث قال الله سبحانه وتعالى فى سورة الفجر “إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد” وقد اختلف فى موقعها فقيل بالأحقاف جنوب الجزيرة العربية، وقيل فى دمشق على أن القول الراجح أنها فى بلاد الأحقاف فى حضرموت، وقدجاء فى التوراه أن عماليق أول الشعوب، وأما آخرته فإلى الهلاك، ويقصد بذلك أن العمالقة كانوا أول شعب وقف فى وجه بنى إسرائيل.
الذين أخذوا، بعد خروجهم من مصر بقيادة نبى الله موسى عليه السلام، فى أوائل القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ويذكر أيضا فى التوراه، أنه بعد تغلب يشوع على العماليق قال الرب لموسى، أكتب هذا تذكارا فى الكتاب وضعه فى مسامع يشوع، فانى سوف أمحو ذكر عماليق من تحت السماء، وتتكرر ذكرى مقاومة العمالقة فى التوراه، فيقول، اذكر ما فعله بك عماليق فى الطريق عند خروجك من مصر، كيف لاقاك فى الطريق، وقطع من مؤخرك كل المستضعفين وراءك، وأنت كليل متعب، فمتى أراحك الرب الهك من جميع أعدائك حولك تمحو ذكرى عماليق من تحت السماء، لاتنس، وفي الكتب الإنجيلية مثلا نجد العماليق أو الجبارين.