” الجاهل يؤكد والعالم يشك والعاقل يتروى” ارسطو طاليس
بقلم م. أزهار سهيل
من باب ضرورة التصالح بين مبدع العمل وناقد العمل، نأمل ان يتقبل الاستاذ الفنان صاحب العمل الفني النقدي المجتمعي رؤيتنا النقدية (في نقد النقد) لعمله هذا, وكما هو عملنا في نقد النصوص الأدبية تكماليا باستخدام رؤية شاملة Holistic Vision وباستخدام القراءة العميقة والإحاطة بما وراء العمل الفني، ستناول العمل بشكل سريع ومبسط.
حدد موضوع العمل اول ثيمة من ثيمات المنهج التاريخي; فقد عمد الإعلام المغرض وعلى مر الازمنة بالعزف على الأوتار التي يعلم يقينا بانها ستصدر الحانا تناصر اهوائه واهدافه, فاخذت مسألة العقم ربما ذات الأهمية الأولى في الحياة بالنسبة لمجتمعاتنا العربية, كون المجتمع العربي ساعيا للخلود بأسهل الطرق المتوافرة وهي التكاثر ( والي خلف ما مات), وكما ان الشرف هو اول الطعن في مجتمعاتنا العربية للأفراد المراد تسقيط افكارها, فكذلك استخدم موضوع العقم في تشكيك وتخويف المجتمعات ربما.
ومن البعد التاريخي الى البعد النفسي الذي بدوره يخبرنا بان مبدع النص لم يظهرالجوانب النفسية في عمله (الفني- النقدي – المجتمعي)، وانطلاقا من البعد الاجتماعي فلم يتم توضيح الأسباب المجتمعية والمنطقية والتي أدت إلى المشكلة الاجتماعية التي تناولها العمل، ذلك كون صفة الفنان هي الإحساس, الإحساس المنطقي العقلي بالآخرين وذلك عند تناول مشكلة اجتماعية، اي الاحاطة بالأسباب التي أدت إلى مشكلة العمل الفني التي رسمتها الفرشاة ، كي لا يضم العمل الفني الي قائمة الأعمال الأدبية والفنية التي جاءت وتجيء بنقد هدام لمجتماعتنا التي ندعوا السماء لبناءها, في نفس الوقت الذي نقوم به بتحريك فرشنا واقلامنا وحتى اسلحتنا ونساعد بايدينا في هدمها.
تناول العمل ازمة الوعي المجتمعي دون الإحاطة بالأسباب التي أدت بالمجتمع إلى هذه المشكلة، فان طرح المشكلات بسخرية دون الإحاطة بأسبابها او اقتراح الحلول لها، ذلك هو الجانب الاخر غير الايجابي للسخرية، والواجب نقده, والذي يعطي هشاشة للعمل ولا يحل مشكلة مجتمع ولا يضيف شيء إيجابي لأفراده، ويضم العمل إلى قسم الفن غير العالي رغم تناوله لازمة اجتماعية ذات اهمية!
وانطلافا من المنهج الاجتماعي نجد ان مبدع العمل لم يتناول الاجابات المنطقية للاسئلة الفكرية والتي تعد من السمات الاساسية في ضم العمل الفني الى صنف الفنون العالية, ومنها: الاسباب التي قادت الافراد الى التشكيك وتصديق الشائعات غير المنطقية مرة اخرى, الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي, والتفاوت في ذلك الاستخدام بين مجتمعاتنا العربية من ناحية والغربية من ناحية, وبين المجتمعات العربية ومجتمعنا العراقي من ناحية اخرى والذي كان السبب وراء الانتشارالسريع للشائعات السابقة المتعلقة بالتعامل مع الوباء, والذي ادى بالمجتمع الى قضية (ازمة ثقة), ذلك الذي يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار قبل انتاج السخرية الواطية والضحكة المتعالية, ما هكذا تبنى المجتمعات!! ولا على هذا الوجه يجب ان تكون رسائلنا الفنية.
كان ذلك فيما يخص( نقد-العمل النقدي الفني), اما فيما يتعلق( بنقد- النقد المجتمعي المفرط), فيقول ارسطو طاليس ” الجاهل يؤكد والعالم يشك والعاقل يتروى” وهذا ما يجب ان يزرع في المجتمعات, ولا حاجة لمجتمعاتنا للمزيد من الاتكالية الفكرية والتقليد الاعمى والسير مع الجموع والاكثرية, الامر الذي يفسر الاطمئنان التام والتأكيد المفرط على فعالية التطعيمات التي جاءت نتيجة حتمية لحرب بيولوجية سياسية- افتصادية قذرة ليست جديدة على تاريخ الاجرام السياسي الاقتصادي, لكننا شعوب لا تأخذ العبرة, “فما اكثر العبر واقل المعتبر” ولان طريق التفكير ليس بالطريق السهل, فاننا نتبع الاغلبية, وان اسهل طريق لاثبات قضية ما, هو الاتباع الاعمى من جهة و معدل نسبة الجموع المؤيدة او الرافضة لتلك القضية من جهة اخرى. لسنا بصدد فعالية و عدم فعالية التطعيمات, ولسنا بالمختصين, بل انه توضيح لازمة الثقة المجتمعية للجموع الرافضة للتطعيم, او المتروية في ذلك, تجاه المختصين سواء كانوا من غرب او شرق الكرة الارضية, ولا يجب ان يواجه ذلك بالسخرية مرة, وبالاجبار الحكومي- الديمقراطي مرة! وبالتحشيد الديني- الثقافي, الذي لم نسمع له صوتا ابان الظلم والبطالة وسفك الدماء مرة اخرى ,هذا من جانب, ومن جانب اخر, ومن انطلاقة اجتماعية مختلفة اخرى ومن المنهج النفسي, نرى ان الغالبية من الافراد تسعى الى الاطمئنان النفسي, بغض النظر عن فعالية او عدم فعالية, وبغض النظر عن المعرفة الكاملة بوسيلة الاطمنئان تلك.
وختاما, نود الاشارة الى ان الكذب وكما هو معلوم لدى الجميع محرم وذلك لما يحدثه من اضرار اجتماعية, ولا تخشى كثيرا من ان يكذب عليك احد, بل احذر ان تكذب على نفسك….