أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

لن اعترف بالرحيل

لن اعترف بالرحيل

بقلم ايمان قابيل

منذ اسابيع ليست بالقليلة قرأت قصة فى صفحة الحوادث بأحد الجرائد اليومية عن مهندس توفيت زوجته وظل ملازما لجثتها 5 ايام رافضا الاعتراف بفراقها يناشد الحاضرين تركه وحيدا .

…يصرخ ويرجو المحيطين به ان يدفنوه معها فى مشهد اليم ابكى الجيران ورجال الشرطة الذين حاولوا اثنائه عن موقفه… وقد تألمت كثيرا عند قراءة هذه القصة وتمنيت أن أقابل المهندس صاحب القصة ان سمحت ظروفه الصحية بذلك بعد ان علمت انه يرقد حاليا فى إحدى المستشفيات الخاصة لاسأله عن سر الوفاء العظيم الذى لايعلمه سوى طرفان هو وزوجته الراحلة..لأسأله عن قسوة الفراق التى لم يستطع تحملها وحده

…عن سر رفضه للرحيل… لاسأله عن اسرار موقفه الجميل تجاه رفيقة العمر وهل هو نتاج عقد بين زوجين تعاهدا على الحب والمودة والوفاء طوال العمر ام هل هو بسبب رقة مشاعر زوجة افنت شبابها وجمالها وعمرها فى خدمة زوجها ام هو نتاج التمسك بكلمات العلى القدير وجعلنا بينكم مودة ورحمة…..

ففهما الزوجان جيدا معنى المودة والرحمة والسكينة والاحترام فازدادا تعلقا وتقاربا مع مرور الايام والسنين حتى صارا شخصا واحدا كنت اود لقائهما ليكتبا لكل زوجة وزوج عن قصة حياتهما كيف سارت بهما سفينة الحياة هادئة تطوى الشراع حتى مرور الامواج العاتية فتمر سفينة العمر بسلام بدون ارتطام بقاع المشكلات او الشحوط نحو شاطىء الحزن والتفاهات التى اغرقت معظم بيوت صغار الشباب ممن لم يتفهم معنى الحياة الزوجية ذات الاسس المتينة والمشاعر الطيبة…

تمنيت ان اسأل تلك الزوجة عن ماذا قدمت لهذا الزوج .. هل قدمت حبا وحنانا هل قدمت صبرا ووفاء هل قدمت عمرا وشبابا وبماذا قابل كل ذلك بنفس القدر ام اكثر بنفس المودة والرحمة ام اكبر بنفس صون الكرامة والحفاظ على المشاعر ام افضل …. ولكننى على يقين ان الاجابة دوما وابدا ستأتى فى صالحهما بما قدمه كل طرف للاخر افنى من أجله زهرة عمره واجمل ايام شبابه انكارا للذات وابتغاء ارضاء الرفيق الاخر والدليل القوى على ذلك هو عدم اعتراف احد الاطراف بالرحيل فظل متشبثا به حتى بعد انتهاء العمر يناجيه ..

.يحدثه …يتلمسه… يتشبث ببقائه يناشده عودة اللقاء والبقاء …..ولكن حان وقت الرحيل … الى كل البيوت التى اعرف تفحصوا جيدا العبر والمعانى الجميلة التى تظهر من حين لاخر فى دنيا ضن فيها الوفاء وكثر فيها التشبث بالاراء وهدم البيوت العامرة جراء اتفه المشاكل والخلافات ….اغتنموا فرصة الحياة قبل فوات الاوان وتقاربواوتحابوا وتبادلوا مشاعر الامل والمودة… تقوى دعائم بيوتكم وتنقى بها نفوسكم وتدركون جيدا معنى الوفاء العظيم قبل عدم الاعتراف بالرحيل .