الدكرورى يكتب نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 15″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 15″
ونكمل الجزء الخامس عشر مع نبي الله إبراهيم عليه السلام، أما زوجته الأولى السيدة سارة فأنجبت له فيما بعد نبى الله إسحاق عليه السلام، وكلاهما من الأنبياء، وقد روى البخاري في صحيحه قال أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أَثَرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعها عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكةَ يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل، فقالت يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه إنس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يتلفت إليها، فقالت له آلله الذي أمرك بهذا ؟ قال نعم، قالت إذن لا يضيعنا ثم رجعت.
فانطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهِه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال ” ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون” وفى قوله تعالى ” ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون” فيه مسائل فقد روى البخاري عن ابن عباس رضى الله عنهما قال” أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة ، ثم جاء بها نبى الله إبراهيم عليه السلام وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد.
وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل، فقالت له يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء، فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له آلله أمرك بهذا ؟ قال نعم، قالت إذا لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق نبى الله إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهذه الدعوات، ورفع يديه فقال ” ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع حتى بلغ يشكرون” وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، أو قال يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها.
فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي، رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود، ثم جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليه، فنظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات، وقال ابن عباس رضى الله عنهما، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” فذلك سعي الناس بينهما ” فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صه، تريد نفسها، ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت، قد أسمعت، إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه، أو قال بجناحه، حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف، وقال ابن عباس رضى الله عنهما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
” يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم ” أو قال ” لو لم تغرف من الماء، لكانت زمزم عينا معينا” قال فشربت وأرضعت ولدها فقال لها الملك، لا تخافي الضيعة فإن هاهنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله ” وإن نبى الله إبراهيم عليه السلام قد فعل ذلك بأمر الله لقوله في الحديث آلله أمرك بهذا ؟ قال نعم، وقد روي أن السيدة سارة لما غارت من السيدة هاجر بعد أن ولدت إسماعيل خرج بها إبراهيم عليه السلام إلى مكة، فروي أنه ركب البراق هو وهاجر والطفل فجاء في يوم واحد من الشام إلى بطن مكة، وترك ابنه وأمته هنالك وركب منصرفا من يومه، فكان ذلك كله بوحي من الله تعالى، فلما ولى دعا لهم، ولما أراد الله تأسيس الحال، وتمهيد المقام، وخط الموضع للبيت المكرم، والبلد المحرم، أرسل الملك فبحث عن الماء وأقامه مقام الغذاء.