الدكرورى يكتب نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 12″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله إبراهيم عليه السلام ” جزء 12″
ونكمل الجزء الثاني عشر مع نبي الله إبراهيم عليه السلام، وقد اصطفى الله عز وجل، إبراهيم عليه السلام، بالنبوة، فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له، وتأتي مكانة نبى الله إبراهيم عليه السلام، فى الإسلام من المرتبة التي أعطاها الله إياه، ومما وصفه به في القرآن الكريم حيث كان حنيفا سمحا، حيث قال الله تعالى ” وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا، قل بل ملة إبراهيم حنيفا، وما كان من المشركين” كما وصف الله تعالى أنه من أعرض عن ملة إبراهيم بأنه سفيه، فقال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام أنه حليما منيبا، أي لا يتعجل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومنيبا أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، فقال تعالى ” إن إبراهيم لحليم أواه منيب” أى سليم القلب.
أي أن قلبه خال من الشرك بالله، فقد كان مُوحدا توحيدا خالصا، فقال الله تعالى ” إذ جاء ربه بقلب سليم” وكان راشدا، فقد آتاه الله رشده منذ أن كان صغيرا، فقال الله تعالى ” ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين” وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه، وكان أيضا صدّيقا، وقد اكتسب هذه الصفة لكثرة تصديقه بالحق حتى صار مشهورا به، وكان قويا بصيرا، فكان قويا في البنية، وطاعة الله، وبصيرا في دينه، فقال الله تعالى ” واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولى الأيدى والأبصار” وكان أيضا عالما قوى الحجة، وثابتا على الحق، وصابرا مستسلما لأوامر الله عز وجل، والخليل إبراهيم عليه السلام، من أكمل الناس توحيدا، وهو واحد من أولي العزم من الرسل وهم أصحاب الابتلاء في المحن المتعلقة بذات الله سبحانه وتعالى في الدنيا.
وهم نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلوات الله عليهم، ومن فضله أن الله سبحانه وتعالى، كلفه بإمامة الناس، وهي مهمة صعبة شاقة لا يحملها إلا من يستحقها، ويصبر عليها، وقد وصف الله تعالى الخليل إبراهيم بالأمة، والأمة هو الشخص الجامع لخصال الخير، والمرشد للناس، والمعين على الخير، ومن فضائله أيضا أن في الصلاة ركن مهم، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وهى إحدى صيغ الصلاة الإبراهيمية وهي ” اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وأن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، كان جده هو نبي الله إبراهيم عليه السلام.
وفي رحلة الإسراء والمعراج، قد التقاه في السماء السابعة، وكان إبراهيم عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور، وذلك من إكرام الله تعالى، له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المشرفة في الأرض، إذ أكرمه بزيارة البيت المعمور في السماء، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم عليه السلام، إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم التحية والسلام، ونصح لها، ولقد دعا إبراهيم عليه السلام أباه إلى ترك عبادة الأصنام، وتوحيد العبادة لله، حيث اتبع في دعوته إياه عظيم الاحترام، والرفق، والشفقة عليه، مُبيِنا له أن عبادته لما لا يسمع، ولا يبصر لا يفيده شيئا، إلا أن والده أصر على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فاعتزله إبراهيم عليه السلام، وبدأ بدعوة قومه إلى توحيد الله، وترك ما يعبدون من دونه، فلم يستجيبوا له، فحطم أصنامهم إلا واحدا منها.
ليُبين لهم أنها لا تضر، ولا تنفع، فكادوا به، وألقوه في النار العظيمة التي أوقدوها ليتخلصوا منه، ولكنه نجا بأمر الله سبحانه وتعالى، ولقد أثنى الله سبحانه وتعالى على الخليل إبراهيم عليه السلام، في القرآن الكريم، لفضله، فذكر سبحانه وتعالى، أنه اصطفاه، وأتم نعمته عليه، فقال ” إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ” ووصفه سبحانه وتعالى أيضا بالصدق والصلاح، فقال تعالى فى كتابه الكريم ” واذكر فى الكتاب إبراهيم، إنه كان صديقا نبيا” وقال تعالى أيضا ” ولقد اصطفيناه فى الدنيا، وإنه فى الآخرة لمن الصالحين” وقد كان الخليل إبراهيم عليه السلام، سليم القلب، ووفى ما عليه، وقد تفضل الله تعالى، عليه وهو غلام وآتاه رشده، ورفع درجته، واتخذه خليلا، فقال تعالى ” واتخذ الله إبراهيم خليلا “