الدكرورى يكتب عن الطفل ودور الأسرة ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الطفل ودور الأسرة ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع الطفل ودور الأسرة، وكما يجب الإصغاء إليهم إذا تحدثوا وإشعارهم بأهميتهم وأهمية ما يقولون، مهما كان تافها في نظر الوالدين وقد قيل أنصت لأبنائك ليحسنوا الإنصات لك، وتفقد أحوالهم ومراقبتهم عن بعد، ومن ذلك ملاحظة مدى أدائهم للشعائر الدينية، السؤال عن أصحابهم، مراقبة الهاتف وملاحظة مدى استخدامهم له، ملاحظة ما يقرؤونه أو ويشاهدونه في التلفاز أو يتعاملون معه فى الانترنت وتحذيرهم من الكتب والبرامج والمواقع التي تفسد دينهم وأخلاقهم وإرشادهم إلى بدائل نافعة، وتهيئة الظروف المناسبة لإحاطة الأبناء بالصحبة الصالحة وتجنيبهم رفقة السوء، خاصة في مرحلة المراهقة، وإكرام الصحبة الصالحة للأبناء، والتركيز على إيجابيات الأبناء وإظهارها والإشادة بها وتنميتها، والتغافل.
لا الغفلة عن بعض ما يصدر من الأبناء من عبث أو طيش، والبعد عن تضخيم الأخطاء بل عليهم أن ينزلوها منازلها ويدركوا أن الكمال لله وحده، وإعطاء الأبناء فرصة لتصحيح أخطائهم لينهضوا للأمثل ويتخذ الوالدين من ذلك الخطأ سبيلا لتدريب الأبناء على حل مشاكلهم، والعناية باختيار المدارس المناسبة للأبناء والحرص على متابعتهم فى المدارس، وتنمية مهاراتهم العقلية مثل التفكير الناقد والتحليل للأمور وإدراك النتائج المترتبة على سلوكياتهم وتحمل مسؤوليتها، وربطهم بما يجري فى مجتمعهم وفي العالم من أحداث، ومناقشتهم وتوضيح دورهم الإيجابى الذى ممكن أن يساهموا به عزة للإسلام والمسلمين وعزة لوطنهم، وضرورة إدراك الوالدين، أن استخدام أسلوب الانغلاق في التربية بهدف حماية الأبناء مما يحيط بهم من مؤثرات.
قد لا يجدي على المدى الطويل، لأن المؤثرات الخارجية أصبحت أمر لا مفر منه، والمقترح هو استخدام أسلوب الانفتاح الموجه في التربية، وعدم اليأس فإذا ما رأى الوالدين من أبنائهم إعراضا أو نفورا أو تماديا فعليهم ألا ييأسوا من صلاحهم واستقامتهم فاليأس من روح الله ليس من صفات المؤمنين، وتذكير الوالدين أنفسهم بضرورة عدم استعجال النتائج، بل عليهم الصبر والمصابرة مع الاستمرار في العمل والدعاء لهم والحرص عليهم فقد يستجيب الله لهم بعد حين، وأن يدرك الوالدين أن النصح لا يضيع، فهو بمثابة البذر الذى يوضع في الأرض والله عز وجل يتولى سقيه ورعايته وتنميته، فالنصح ثمرته مضمونة بكل حال فإما أن يستقيم الأولاد في الحال، وإما أن يفكروا في ذلك وإما أن يقصروا بسببه عن التمادي في الباطل أو أن يعذر الإنسان إلى الله.
وأيضا استحضار فضائل التربية في الدنيا والآخرة هذا مما يعين الوالدين على الصبر والتحمل، فإذا صلح الأبناء كانوا قرة عين لهم في الدنيا وسببا لإيصال الأجر لهم بعد موتهم، ولو لم يأت الوالدين من ذلك إلا أن يكفي شرهم ويسلم من تبعتهم، وأيضا استحضار عواقب الإهمال والتفريط في تربية الأبناء والتي منها أن الوالدين لن يسلما من أي أذى يرتكبه الأبناء في الدنيا وسيكونون سببا لتعرضهم للعقاب في الأخرى، فيجب علينا أن نعتنى بأبنائنا وبناتنا، ولنبذل الجهد قدر الاستطاعة، وربك حكيم عليم يهدي من يشاء، ويضل مَن يشاء، لكن على العبد بذل السبب، عليه القيام بالواجب، عليه أن يطهر بيته مما يخالف شرع الله، وكيف يطمع في صلاح الأبناء والبنات من ترك البيت لا خير فيه، أو أدخل فيه المعاصي والفجور والمجون وشرب المسكرات والعياذ بالله.
وترويج المخدرات، والجلوس مع من لا خير فيهم، ومن هم أهل الشقاء والبلاء؟ فاحذر أيها الأب تلك الأمور السيئة، فطهر بيتك ومجتمعك، وطهر مجالسك من السوء، لينشأ الأولاد والبنات على هذه العفة والصيانة والكرامة، ويا أيتها الأم المسلمة، ربي البنات التربية الصالحة، ربيهن على الأخلاق، ربي بناتك تربية صالحة، أعديهن للمستقبل الطيب، وربيهن على الأخلاق والمكارم، وأبعديهن عن السوء والسفور وما لا خير فيه، وحذروا الأولاد والبنات من بعض القنوات الفاجرة الظالمة التي تنشر السوء والفساد، وتحارب الأخلاق والفضيلة، وتبعد الأمة عن دينها وعن أخلاق إسلامها، فلنتق الله في أنفسنا، ولنتق الله في أولادنا، ولنتعاون جميعا على البر والتقوى.