الدكرورى يتكلم عن السنة النبوية الشريفة ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــروري
السنة النبوية الشريفة ” جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع السنة النبوية الشريفة، ويقول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما “أتى أعرابي إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أعطني مالا, فقال لا، وأستغفر الله” لم يكن عنده مال, يقول أستغفر الله من كلمة لا, إنه ينفق ليل نهار” رواه احمد، وعن ابن عباس رضي الله عنهما, قال ” كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجود الناس” رواه البخاري ومسلم، وهذا عموم لا خصوص له, أجود الناس, ما ولدت أنثى من وقت آدم إلى قيام الساعة أجود من رسول الله صلي الله عليه وسلم “كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن, فلرسول الله صلي الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة” ولننظر إلي أخلاق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مع الأطفال، فعن انس رضي الله عنه قال.
“كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم” رواه البخاري واللفظ له ومسلم، وقيل أيضا “وكان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه” وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله وقرأ قول الحق من سورة الأنفال ” واعلموا أنما أموالكم وأولا دكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم” نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما” فهذا كان خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان فإنه كان إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار.
وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه، وانظروا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم، فمع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيما فلم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح، وعن أنس رضي الله عنه قال” خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا” رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي، وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله، وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله” رواه البخاري ومسلم.
وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم” ويأتي رسول الله في الجهاد، فإذا هو الشجاع المبارز والمقدام الصنديد, حيث قال الله عز وجل في سورة النساء ” فقاتل في سبيل الله لا تكلف غلا نفسك” أنت لا تفر إذا فر الأبطال، فلا تهرب من المعركة إذا تأخر الشجعان، فحرام عليك أن تتأخر, ويقول الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه “كنا إذا اشتد الهول وحمي الوطيس في المعركة، واحمرت الحدق، أي العيون، كنا نتقي برسول الله صلي الله عليه وسلم فيكون أقربنا إلى القوم” ولقد وقف رسول الله صلي الله عليه وسلم في أكثر من عشرين معركة بالسيف والموت حوله.
والاغتيالات تدبر له صباح مساء تعرض لأكثر من إحدى عشرة محاولة اغتيال باءت بالفشل, الخناجر حوله, والسيوف والرماح، والله سبحانه وتعالي يقول له ” والله يعصمك من الناس” فهكذا كان صلي الله عليه وسلم يدخل الغار والموت حول الغار, يطوق بخمسين شابا، كل شاب منهم يساوي جيشا فتاكا في القوة والشجاعة, فيلتفت ويخاف أبو بكر، فيقول كما قال تعالى ” لا تحزن إن الله معنا” ولقد عنيت آيات الكتاب المجيد بذكر ما أمر الله به في نصوصه المقدسة الراقية، ومن بين الأوامر قوله تعالى فى سورة التوبة ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهاده فينبئكم بما كنتم تعملون” وتلك القيمة توفرت وبقوة مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا عبدالرحمن بن عوف، قال لسعد بن الربيع دلني على السوق.