الدكرورى يتكلم عن السنة النبوية الشريفة ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري
السنة النبوية الشريفة ” جزء 1″
إن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم جديرا بأن تقدم للعالم سيرته العطرة الطيبة حتى لا يطمسها الحاقدون عليه وعلى دعوته صلى الله عليه وسلم التي جاء بها لينشر في العالم الحب والسلام؟ وإن الوثائق الحقيقية التي بين أيدينا عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ندر أن نجد مثلها، ألا ما أحوجنا أن نرجع من جديد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسير على دربه، فوالله لا سعادة لنا ولا نجاة في الدنيا والآخرة إلا إذا عدنا من جديد إليه وسرنا على نفس الدرب الذي سار عليه، ورددنا مع السابقين الأولين الصادقين قولتهم الخالدة كما جاء فى سورة البقرة ” سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير” وعلينا أن نجعل حياة الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجا عمليا تطبيقيا في حياتنا اليومية، إذا كنا نريد الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، لنفوز بسعادة العاجل والآجل.
فقد تجلت رحمته صلى الله عليه وسلم في الكثير والكثير من المظاهر والمواقف، وإنك لتعجب اليوم إذا وجدت بعض الناس ربما حسّن خُلقَه مع أصحابه مع أصدقائه مع زملائه في عمل فإذا نظرت إلى تعامله مع زوجته مع أبنائه وبناته أو ربما مع أمه وأبيه لوجدته لا يحُسن خلقَه ولا يتحمل الأذى ولا يرفق ولا يحلم ولا يكظم غيظه كما يفعل إذا خالط أصدقاءه أو زملاءه وهو يسمع قول رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يقول في الحديث الشريف ” خيركم خيركم لأهله” فأولى الناس بحسن الخلق هم أهلك الذين تعيش معهم، وإن للسنة النبوية الكريمة منزلة كبرى في الإسلام، إذ هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، وهي وحي الله سبحانه وتعالى، إلى نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمر بطاعة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
والاحتكام إلى سنته عند الاختلاف وأمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بالتمسك بها، ومن أهمية السنة النبوية المطهرة أنها استقلت بأحكام وتشريعات لم ترد في القرآن الكريم، وكما أنها جاءت شارحة ومفسرة لكثير من الأحكام المجملة في القرآن الكريم، وإن الله تعالى بعث النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالكتاب والحكمة ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وليطهرهم من رجس الشرك والبدع والفسوق والعصيان وليكونوا في هذه الدار الفانية من المهتدين الراشدين وليكونوا في الآخرة الباقية في دار النعيم من الخالدين، فبعثته لنا بالكتاب والحكمة أعظم النعم وأجلها، ولقد أرسل الله عز وجل الرسل مبشرين ومنذرين، ومحذرين ومرغبين، ومعلمين ومرشدين، حتى تقوم الحجة على الناس أجمعين، ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وضح معالم الشريعة، وبيّن أحكام الملة، وأمرنا بلزوم السنة، في أصول الدين وفروعه، ولم يقبض النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حتى تركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فالحجة قد قامت، والمحجة قد بانت والحدود قد حُدّت ، والشريعة قد كملت، وإن اتباع السنة ضمان بالهداية وأمان من الضلالة، ولما كان للسنة النبوية هذه المنزلة العلية، والرتبة السنية، فقد عني بها علماء الإسلام قاطبة، وكان لتلك العناية صور متعددة، ونماذج متنوعة ، وجمع السنة النبوية المطهرة، وتصنيف التأليف المنوعة حولها، ووضع الشروحات والتعليقات المناسبة عليها ومن عناية العلماء بالسنة المطهرة بيان حُجية السنة، وضرورةِ العمل بها، والتحذير من ردها، أو إنكارها، أما الكتاب فهو القرآن العظيم وأما الحكمة فهي السنة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام.
وإذا كان القرآن هو المصدر الأول من مصادر الإسلام فإن المصدر الثاني هو السنة النبوية وإذا كان القرآن وحيا فالسنة النبوية وحي أيضا أوحاه الله إليه لأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق في التشريع إلا عن وحي من الله عز وجل، وقال الإمام السيوطي رحمه الله “من أنكر كون حديث النبي صلى الله عليه وسلم، قولا كان أو فعلا بشرطه المعروف في الأصول حجة، كفر، وخرج عن دائرة الإسلام، وحُشر مع اليهود والنصارى أو مع من شاء الله من فرق الكفرة، ومن عناية العلماء بالسنة المطهرة المعرفة التامة بنقلة الأحاديث ورواة السنة وأحوالهم وأخبارهم ، وومن عناية العلماء بالسنة المطهرة تنقيحها من الأحاديث الموضوعة والضعيفة التي نشأت وانتشرت في عصور مختلفة ولأسباب متعددة، وتصنيف المؤلفات في بيانها والتحذير منها، ووضع الأسس والقواعد المبينة للصحيح من السقيم.