الدكروري يكتب مقياس الرجولة عند البشر” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مقياس الرجولة عند البشر” جزء 1″
إن الإسلام هو دين الأمن وهو دين الأمان وهو دين العفة والعفاف وهو دين الشرف والامانه وهو دين العدل ودين الرحمه ودين الطهاره ودين السماحة ودين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو دين الشهامة والمروءة وهو دين كف الأذى وإغاثة الملهوف وهو دين المواساة والموأخاة، فيقول تعالي “ويؤثرون علي أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة” فهو دين المحبة لقوله صلي الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخية ما يحب لنفسه” وهو دين النخوة والشهامة، وتعرف النخوة في معاجم اللغة العربية بأنها مصدر مشتق من الفعل الثلاثي نخا بمعنى افتخر، والجمع نخوات ونخوات أي العظمة والمروءة، وأما اصطلاحا فالنخوة صفة عربية وخلق إسلامي يميز مجتمعاتنا عن غيرها
وتأتي بمعنى الشهامة، والقدرة على حمل الأمور العظام، والتصرف عند الحاجة توقعا للذكر الجميل بين الخلق وعند الخالق، وعادة ما تطلق على الرجال دون النساء، فنقول رجل عنده نخوة، ونادرا ما نسمع يقال امرأة عندها نخوة، تماما كصفة الوسامة، فنقول رجل وسيم، ولا نقول امرأة وسيمة، وإن من موانع اكتساب صفة الشهامة، هو قسوة القلب، والأنانية، وخذلان المسلمين، واللامبالاة بمعاناتهم، وإن خذلان المسلم لأخيه المسلم أمر تنكره الشريعة، وهذا ما فعله الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع ذلك الشيخ اليهودي الكبير عندما مر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بباب قوم وعليه سائل يسأل شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه فقال من أي أهل الكتب أنت؟
قال يهودي قال فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال أسأل الجزية، والحاجة، والسن، قال فأخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيده فذهب به إلى منزله فرضخ له أي أعطاه من المنزل بشيء ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال انظر هذا وضرباءه، والله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم وقرأ قوله تعالي في سورة التوبة “إنما الصدقات للفقراء والمساكين” واسقط عنه وعن امثالة الجزية فهذا هو تعامل الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب مع الشيبة الغير المسلم فكيف مع المسلم؟ وإن من حق المسلم على المسلم ألا يخذله، وهو إن حدث ذريعة لخذلان المسلمين جميعا حيث تنتشر عدوى الأنانية وحب الذات، وإيثار الراحة والمصلحة الخاصة على مشاركة الغير آلامهم وآمالهم، فيكثر التنصل من المسؤولية بين المسلمين.
حتى يقضي عليهم أعداؤهم واحدا تلو الآخر، فتموت فيهم خلال الآباء، والشهامة، ونجدة الملهوف، وإغاثة المنكوب، وسوف يجنح المظلوم والضعيف إلى الأعداء طوعا أو كرها، لما يقع به من ضيم وما يصيبه من خذلان من إخوانه، ثم ينزوي بعيدا عنهم، وتنقطع عُرى الأخوة بينه وبين مَن خذلوه وأسلموه للأعداء، وأيضا من الموانع للنخوة والشهامة هو الجبن والبخل، فالشهامة إنما تقوم على الشجاعة لنجدة المحتاج، والكرم لإعانة أصحاب الحاجات فمن فقدهما ضعفت شهامته، وماتت مروءته، وأيضا من الموانع للنخوة والشهامة، هو الذل، والهوان وضعف النفس، فالإنسان الذليل والأمّة الذليلة أبعد الناس عن النصرة، وتلبية نداء الإغاثة ففاقد الشيء لا يعطيه، وأيضا من الموانع للنخوة والشهامة.
وهو الحقد والعداوة والبغضاء، وتشبه الرجال بالنساء في اللباس كلبس الذهب والحرير، وقد قال ابن القيم حرّم الذهب لما يورثه بملامسته للبدن من الأنوثة والتخنث، وضد الشهامة والرجولة، وإن هناك حادثة تبيّن لنا شهامةَ عثمان بن طلحة رضي الله عنه، حيث تقول السيدة أم سلمة رضي الله عنها ” وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة، قالت ففرّق بيني وبين زوجي وبين ابني، قالت فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسي سنة أو قريبا منها، حتى مر بي رجل من بني عمي أحد بني المغيرة، فرأى ما بي فرحمني، فقال لبني المغيرة ألا تخرجون هذه المسكينة، فقد فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها، قالت فقالوا الحقي بزوجك إن شئتي، قالت وردّ بنو عبدالأسد إليّ عند ذلك ابني، قالت فارتحلت بعيري ثم أخذت ابني فوضعته في حجري.