” إعلام بورسعيد ” يناقش أهمية الاخلاق فى بناء المجتمع
متابعة – علاء حمدي
تعتبر الأخلاق العنصر الأساسي في إنشاء أفراد صالحين وأسر سليمة ومجتمعات راقية ودول متقدمة لذلك تلعب الأخلاق دوراً أساسياً في تهذيب المجتمعات وإعدادها إعداداً فاضلاً ، ومن هذا المنطلق عقد مركز اعلام بورسعيد التابع للهيئة العامة للاستعلامات بالتعاون مع جمعية الزهور لتنمية المجتمع المحلى ندوة بعنوان ” أهمية الاخلاق فى بناء المجتمع ”
استضاف فيها فضيلة الشيخ عبده محمد جزرامام وخطيب بمديرية أوقاف بورسعيد بحضور الأستاذ محمد عبد اللطيف رئيس مجلس ادارة جمعية الزهور لتنمية المجتمع و الأستاذ اسماعيل احمد امين الصندوق والأستاذ على العزازى مدير نادى المسنين و الحاجة السيدة أمين رئيس لجنة الثقافة وعدد كبير من رواد النادى وأدارت اللقاء الأستاذة نيفين بصلة اخصائي الاعلام بمركز إعلام بورسعيد .
وصرح الأستاذ عصام صالح مدير مركز إعلام بورسعيد بأن الأخلاق المثالية الحميدة هي حصن للمجتمعات من الانهيار كما أنها هي التي تحافظ على المدنية والحضارات من الضياع مما يجعلها المسبب الأساسي لنهضة الأمم وقوتها.
وأكد الشيخ عبده جزر أن حياة الإنسان في المجتمع ترتكزعلى أساس العلاقات السوية بين الناس والعلاقات السوية والسليمة يجب أن تعتمد على أساس القيم والأخلاق المثلى والعليا حتى تبقى العلاقات راسخة وتُسهم إسهاما كبيرا في بناء المجتمع بالطريقة الصحيحة التي تضمن بقاء أفراده آمنين مطمئنين ، و أن الأخلاق من أهم الأمور التي أكد عليها الدين الإسلامي الحنيف فالخلق الحسن هو أساس شخصية المؤمن
وقد كان الرسول الكريم خير مثال على التحلي بالأخلاق فقد كان الصادق الأمين والمتسامح والمحب ، و أنه عندما أرسل الله تبارك وتعالى نبيه الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – جعل من أهم مهام دعوته و رسالته أن يقوم بإتمام الأخلاق وأن يكملها خاصة و أن الأخلاق كانت موجودة قبل النبوة والبعثة إلا أنها كانت ناقصة مسلوبة من روحها ومضمونها ولكن جاءت شريعة الإسلام حتى تكملها و تجعلها في أبهى وأحسن صورها.
كما تحدث فضيلته أيضاً عن تعريف الأخلاق في الإسلام بأنها مجموعة من مبادئ وقواعد يقوم بتحديدها الوحي وهو مصدره من الله – سبحانه وتعالى – أو من الرسول وهذه القواعد تقوم بتنظيم الحياة للناس جميعاً وتعمل على توجيه سلوكياتهم بطريقة تحقق غاية وجودهم ويمكن بهذه الأخلاق أن يتميزوا عن بقية البشر مما يجعل حياتهم تقوم بالسير وفقاً لقواعد وأحكام وضوابط الدين وتلعب الاخلاق دوراً أساسياً في تنمية الشعور الجماعي بالآخرين وفي تنظيم العلاقات بين الأفراد الأمر الذي يقوي أواصر المجتمع ويزيد من ألفته ومن تعاونه وتماسكه وبالتالي قوته.
وأشار الشيخ عبده الى أن من أهم آثار الأخلاق الحسنة أنها تساهم في نشر المحبة والألفة والسلام بين الناس لأنها تجبر صاحبها على احترام الآخرين وعدم المساس بحقوقهم وأعراضهم ، كما أن انتشار المحبة والسلام نتيجة أساسية للتحلي بالأخلاق و يساهم في نشر العدل وبث الطمأنينة والتخلص من كل ما يسبب الأذى للناس وهي أكبر رادع للإنسان كي يكون صالحًا يدعو للخير والإصلاح وينهى عن المنكر والفحشاء والبذاءة سواء بذاءة الأقوال أم بذاءة الأفعال لهذا فإن الأخلاق تحمي النسيج الاجتماعي وتعزز تطوره نحو الأفضل.
و أضاف فضيلته أن الأخلاق الحميدة تؤدي إلى التخلص من كل العادات السيئة التي تمنع تطور العمل لأنها تمنع صاحبها عن الرشوة والكذب والتزوير وتزيد من الإنتاجية وتدعو إلى إتقان العمل لأن كل هذا يعد من الأخلاق الفاضلة فمثلا المعلم الذي يتصف بالأخلاق الحسنة يساهم في إخراج جيل مسلح بالعلم والأدب والأخلاق و تعمل الأخلاق على بناء روابط الأمان والثقة في المجتمع فيشعر الفرد بأنه آمن على أمواله ونفسه وأملاكه ويشعر بينه وبين نفسه بالثقة بكل من حوله فيأمن غدرهم ومكرهم لأنه يعلم أن الأخلاق تمنع الغدر والخيانة والظلم ، لذا فإن كل مجتمعٍ يعزز الأخلاق فيه يضع نفسه في مكانة مرموقة بين باقي المجتمعات حيث أن الأخلاق ترفع من شأن الإنسان في الدنيا والآخرة وتعمل على تنشئة أسرة بنفسية سليمة وتزيد من تكافل وتعاون وإنتاجية المجتمع واحترام المجتمعات الأخرى له.
وفى نهاية اللقاء اكدت الندوة على الدور الذى يلعبه كلا من الاعلام و الدراما وهو دوراً أساسياً في التأثير على الرأي العام مع التأكيد على ضرورة الابتعاد عن البرامج و الأعمال الدرامية التي تعمل على هدم قيم المجتمع و أن يتم سن القوانين و اتخاذ الاجراءات التى تحمي و تحافظ على القيم الأخلاقية .