أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 13″

الدكرورى يكتب عن نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 13″

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 13″

ونكمل الجزء الثالث عشر مع نبي الله عيسي عليه السلام، وبعد أن بشّر جبريل عليه السلام السيدة مريم بأنها ستكون العذراء التي ستلد نبي الله عيسى عليه السلام غادرها، وأدركت مريم أنها حملت على كاهلها مسؤولية عظيمة، وقد يسّر الله تعالى على مريم حملها، فكان حملا يسيرا سهلا، حتى أذن الله أن تضع مولودها على حين غرة منها، فقالت ذلك من المفاجأة والضيق الذي وقعت به، حيث لم يكن يأسا من رحمة الله تعالى، وصلته لها قطعا، ولكنه تعب اعتراها كما يعتري أي بشر في لحظة شديدة، ولم تتأخر رحمة الله تعالى ورأفته بحالها فأنطق طفلها عيسى عليه السلام لتطمئن، وتوجهت السيدة مريم عليها السلام إلى قومها وهي تحمل طفلها على يديها، فتفاجأ القوم من العابدة المتبتلة التقية.

التي ربّاها نبي الله زكريا عليه السلام، وتعجبوا من صنيعها، وذكروها بأنها كانت ابنة مؤمنين صالحين لم يكن عندهم البغاء، ثم رموها بالبغاء لما رأوا حالها، وكانت السيدة مريم عليها السلام، صائمة عن الكلام كما أمرها الله سبحانه وتعالى، حين أنطق بذلك عيسى عليه السلام، فأشارت إليه ولم تتكلم، فأنطق الله تعالى نبيّه مجددا أمام قومه مدافعا عن والدته فإدعى النصارى أن عيسى عليه السلام إلها مع الله تعالى، وزعموا ذلك لما رأوا من معجزة باهرة وُلد فيها دون أب، وكان مما زعموا أيضا أن القرآن الكريم أكد قولهم حين وصف عيسى عليه السلام أنه كلمة الله وروحه، لكنهم ما فقهوا قول الله تعالى فى آية أخرى، فالقرآن الكريم نفى ألوهية عيسى عليه السلام جملة وتفصيلا، وجاء القرآن الكريم بالتوحيد الذي جاء به عيسى من قبل.

وإن نبى الله عيسى بن مريم عليه السلام، هو آية من آيات الله تعالى وكلمته، وهو آخر الأنبياء عليهم السلام، قبل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب معجزة وحيدة بين الخلق إذ وُلد من أم دون أب، وذلك لحِكمة أرادها الله تعالى، كما أن عيسى عليه السلام من أولى العزم من الرسل حيث أرسله الله عز وجل إلى بني إسرائيل فصبر على أذاهم وحِيلهم وغدرهم وكذبهم، وقد علمه الله تعالى الإنجيل والتوراة وحفظهما عيسى عليه السلام، وكلا الكتابين يرشدان إلى توحيد الله عز وجل، وإن الاختلاف بينهما قليل في بعض الشرائع، فعيسى عليه السلام كان مؤمنا بالتوراة مكملا لها بالإنجيل، لكن بني إسرائيل كذبوا أنبياءهم وحرفوا كتبهم، وعقدوا العزم على قتل نبيهم وشرعوا بذلك فعلا، لكن فضل الله تعالى منع ذلك.

ونجاه مما أقدموا عليه، وكانت دعوة نبى الله عيسى عليه السلام إلى توحيد الله تعالى مقلقة لأحبار اليهود الذين حرفوا الكتب السماوية التي أنزلت لهدايتهم، فخططوا لقتل نبى الله عيسى عليه السلام، ليحققوا مرادهم بحكم بني إسرائيل، لكن الله تعالى أنجى عيسى عليه السلام من مكرهم ورفعه إلى السماء، ولقد ظل نبى الله عيسى عليه السلام بقي متمسكا بالدعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى التي جاء بها كل الأنبياء عليهم السلام، فخشي أحبار اليهود أن يتبع دعوته أعدادا كبيرة من الناس، ثم يحصل إفساد وضلال الأحبار من اليهود، فقرروا أن يصلبوه ويقتلوه، فذهبت مجموعة منهم إلى الحاكم الروماني وزينوا له أن دعوة عيسى عليه السلام قد تنهي حكمه وتقصيه، فاقتنع الحاكم بضرورة قتل عيسى عليه السلام.

فوصلت الأخبار إلى عيسى عليه السلام بأن الحاكم وبعضا من أحبار اليهود ينوون صلبه وقتله، فتوارى عن الأنظار وأخبر مجموعة من حوارييه ومناصريه بمكانه، فوشى أحدهم عنه وقيل هو يهوذا الأسخريوطي، مقابل دراهم معدودة ممن أرادوا قتله، فألقى الله تعالى عليه شكل عيسى عليه السلام، فظنوه هو فأخذوه وصلبوه وقتلوه، وخدعوا عامة الناس، حيث لم يكن أغلبهم يعرف شكل المسيح، ولكنهم كانوا يعرفون اسمه فقط، وهكذا قيل أن الله عز وجل ألقى شبه عيسى عليه السلام على إنسان آخر، ولهذا الوجه عدة روايات، فقيل أن اليهود عندما عثروا على نبى الله عيسى عليه السلام أمروا أحد رجالهم ويدعى طيطايوس بالدخول لإحضار عيسى، وبهذه اللحظة رفع الله عيسى عليه السلام إلى السماء، ثم ألقى شبهه على المدعو طيطايوس.