الدكرورى يكتب عن خلافة الدوله الأموية ” جزء 6″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
خلافة الدوله الأموية ” جزء 6″
ونكمل الجزء السادس مع خلافة الدوله الأموية، كما اكسب هذا تتويجا للمنطقة الغربية في تجارتها عبر الصحراء مع السودان و أدى إلى الازدهار الاقتصادي الكبير، كما كان لتحالفهم مع الخلافة بقرطبة الفضل في صد الهجمات التي قام بها الفاطميون، لكن بعد تحالف الأمير المعتز مع الفاطميين، هب المغراويون حلفاء الأمويين آنذاك، إلى إخراج قبيلة مكناسة من سجلماسة، و ظلوا يهيمنون عليها حتى إلى أن دمرت المدينة من قبل المرابطين، وفي عام مائة وستة وثلاثون للهجرة أرسل مولاه بدرا إلى موالي بني أمية في الأندلس يطلب عضدهم والتمهيد لدخوله الأندلس، وبدر مولى عبد الرحمن الداخل هو صاحب عبد الرحمن الداخل.
ورفيقه ووزيره فيما بعد، وإلتحق بدرا بخدمة عبد الرحمن قبيل سقوط الدولة الأموية بفترة، وحين سقوط الدولة الأموية، هرب عبد الرحمن فرارا من العباسيين ورافقه بدر في رحلته من الشام إلى الأندلس، وأرسله عبد الرحمن بعد ذلك إلى الأندلس ليخبر موالي بني أمية هناك بأن يمهدوا لعبد الرحمن دخول الأندلس، فعرض بدر رسالة عبد الرحمن على أبي عثمان عبيد الله بن عثمان وعبد الله بن خالد وأبي الحجاج يوسف بن بخت زعماء موالي بني أمية في الأندلس، فأجابوه، وعرضوا الأمر على الصميل بن حاتم وكان من زعماء المضرية، غير أن الصميل خشي على نفوذه من مجيء عبد الرحمن، فاستقر على ألا يجيبه.
وكان الأندلس حينئذ يغلي بسبب النزاعات المتواصلة بين القبائل المضرية واليمانية، فوافقت دعوة عبد الرحمن رغبة اليمانية المدفوعين بالرغبة في الثأر لهزيمتهم أمام الفهرية والقيسية في موقعة شقندة، فاحتشدوا لنصرة عبد الرحمن، ثم أرسل زعماء الموالي مركبا تعبر به إلى الأندلس، فوصل إلى ثغر المنكب في ربيع الثاني سنة مائة وثمانى وثلاثون للهجرة، بعد أن دخل عبد الرحمن الأندلس أتاه أبو عثمان وعبد الله بن خالد، وسارا به إلى حصن طرش منزل أبي عثمان التي أصبحت مركزا لتجمع أنصاره، وبلغ الخبر يوسف الفهري بوصول عبد الرحمن وتجمع الناس حوله، وعدم قدرة عامله على إلبيرة على تفريقهم، فنصح الصميل يوسف بوجوب التوجه فورا.
لملاقاة عبد الرحمن، فجمع يوسف جيشه، وعلم عبد الرحمن بمسير جيش يوسف، فتحرك بجيشه وأخضع كافة المدن في طريقه حتى إشبيلية التي استولى عليها وبايعه أهلها، فتجمع له ثلاثة آلاف مقاتل، ثم حاول مباغتة يوسف الفهري، ومهاجمة قرطبة ليستولي عليها، والتقيا في موضع يبعد عن قرطبة نحو خمسة وأربعون ميل لا يفصلهما إلا النهر، وحاول يوسف أن يغري عبد الرحمن لينصرف بجنده، بأن وعده بالمال وبأن يزوجه من إحدى بناته، إلا أن عبد الرحمن رفض، وأسر خالد بن يزيد أحد رسل يوسف، لإغلاظه له القول وفي الليل، حاول عبد الرحمن أن يسبق بجنده جيش يوسف خلسة إلى قرطبة، فعلم بذاك يوسف.
فسار الجيشان بمحاذاة النهر صوب قرطبة، إلى أن انحسر الماء عند المصارة يوم الأضحى العاشر من ذي الحجة لعام مائة وثمانى وثلاثون للهجرة، فعبر جيش عبد الرحمن ودارت المعركة التي انتهت بنصر عبد الرحمن، وخلال المعركة أشيع بين الجنود أن عبد الرحمن يركب جوادا سريعا للفرار به وقت الهزيمة، فلما بلغ عبد الرحمن هذا الكلام ترك فرسه في الحال وقال “إن فرسي قلق لا يتمكن معه الرمي” ثم ركب بغلا ضعيفا كي يقنع جنوده بأنه لن يولي ظهره للأعداء، وبعد انتصاره، دخل عبد الرحمن إلى قرطبة، وأدى الصلاة في مسجدها الجامع حيث بايعه أهلها على الطاعة.