الدكرورى يكتب عن نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 11″
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 11″
ونكمل الجزء الحادي عشر مع نبي الله عيسي عليه السلام، وقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز فى سورة آل عمران ” فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين” وقد أيد الله سبحانه وتعالى نبيه عيسى عليه السلام بمعجزات عظيمة تذكر بقدرة الله، وتربي الروح وتبعث الإيمان بالله واليوم الآخر، فكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وكان يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله، ويخبر الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، فقام اليهود الذين أرسل الله إليهم عيسى بمعاداته وصرف الناس عنه وتكذيبه وقذف أمه بالفاحشة فلما رأوا أن الضعفاء والفقراء يؤمنون به، ويلتفون حوله حينئذ دبروا له مكيدة ليقتلوه .
فحرضوا الرومان عليه، وأوهموا الحاكم الروماني أن في دعوة عيسى زوالا لملكه، فأصدر أمره بالقبض على عيسى وصلبه، فألقى الله تعالى شبه عيسى عليه السلام على الرجل المنافق الذي وشى به فقبض عليه الجنود يظنونه هو نبى الله عيسى عليه السلام فصلبوه، ونجى الله رسوله عيسى عليه السلام من الصلب والقتل كما حكى الله عن اليهود فى كتابه الكريم فى سورة النساء ” وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا، بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيما” فرسول الله عيسى عليه السلام لم يمت بل رفعه الله إليه وسينزل قبل يوم القيامة ويتبع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وسيكذب اليهود الذين زعموا قتل عيسى وصلبه.
والنصارى الذين غلوا فيه وقالوا هو الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، ولقد قال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فى الحديث ” والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب و يقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ” رواه مسلم، فإذا نزل نبى الله عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة آمن به أهل الكتاب كما قال الله تعالى فى كتابه الكريم، فى سورة النساء ” وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ” ونبى الله عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله، وقد أرسله الله لهداية بني إسرائيل والدعوة إلى عبادة الله وحده كما قال سبحانه لليهود والنصارى كما فى سورة النساء.
” يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ” والقول بأن عيسى ابن الله قول عظيم ومنكر كبير فقال الله تعالى فى كتابه العزيز فى سورة مريم ” وقالوا اتخذ الرحمن ولدا، لقد جئتم شيئا إدا، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا، أن دعوا للرحمن ولدا، وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا، إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ” وعيسى ابن مريم عليهما السلام هو بشر وهو عبد الله ورسوله فمن اعتقد أن المسيح عيسى ابن مريم هو الله فقد كفر فقال الله تعالى فى سورة المائدة.
” لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ” ومن قال إن المسيح ابن الله أو ثالث ثلاثة فقد كفر فقد قال الله تعالى فى سورة المائدة ” لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم” فالمسيح ابن مريم بشر هو ولد من أم، يأكل ويشرب ويقوم وينام، ويتألم ويبكي، والإله منزه عن ذلك، فكيف يكون إلها، بل هو عبد الله ورسوله فقال الله تعالى فى سورة المائدة ” ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون ” وقد قيل أنه أفسد اليهود والنصارى والصليبيون وأتباعهم دين المسيح وحرفوا فيه وبدلوا وقالوا إن الله قدم ابنه المسيح للقتل والصلب فداء للبشرية، وهذا كله من الباطل والكذب على الله والقول عليه بغير علم، بل كل نفس بما كسبت رهينة.