الدكرورى يكتب عن نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 10″
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 10″
ونكمل الجزء العاشر مع نبي الله عيسي عليه السلام، ثم أخبر الله تعالى عن تمام بشارة الملائكة لمريم بابنها عيسى عليه السلام فقال عن تشريف عيسى , وتأييده بالمعجزات كما جاء فى سورة آل عمران” ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين، ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ” والله سبحانه له الكمال المطلق في الخلق، يخلق ما يشاء كيف يشاء، فقد خلق آدم من تراب بلا أب ولا أم.
وخلق حواء من ضلع آدم من أب بلا أم، وجعل نسل بني آدم من أب وأم، وخلق عيسى من أم بلا أب، فسبحان الخلاق العليم، وقد بين الله في القرآن الكريم كيفية ولادة عيسى بيانا شافيا فقال سبحانه فى سورة مريم ” واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا، فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا، قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا، قالت أنّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ” قال كذلك قال ربك هو عليّ هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا ” فلما قال لها جبريل ذلك استسلمت لقضاء الله فنفخ جبريل في جيب درعها وهنا يقول تعالى فى سورة مريم ” فحملته فانتبذت به مكانا قصيا، فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ”
ثم ساق الله لمريم الماء والطعام وأمرها أن لا تكلم أحدا فقال تعالى فى سورة مريم ” فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا، وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا، فكلي واشربي وقرّي عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ” ثم جاءت مريم إلى قومها تحمل ولدها عيسى، فلما رأوها أعظموا أمرها جدا واستنكروه فلم تجبهم وأشارت لهم اسألوا هذا المولود يخبركم، فقال الله تعالى فى سورة مريم ” فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا، يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا، فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا، فأجابهم عيسى عليه السلام على الفور وهو طفل في المهد.
” قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا، وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا، والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ” ولقد كان من خبر نبى الله عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله عليه السلام هو أنه لما انحرف بنو إسرائيل عن الصراط المستقيم، وتجاوزوا حدود الله تعالى، فظلمو ا, وأفسدوا في الأرض وأنكر فريق منهم البعث والحساب والعقاب، وانغمسوا في الشهوات والملذات غير متوقعين حسابا، حينئذ بعث الله إليهم رسوله عيسى ابن مريم رسولا وعلمه التوراة والإنجيل كما قال الله سبحانه وتعالى عنه فى سورة آل عمران ” ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بني إسرائيل ” وقد أنزل الله تعالى على نبيه عيسى ابن مريم الإنجيل هدى ونورا.
ومصدقا لما في التوراة فقال سبحانه وتعالى فى سورة المائدة ” وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ” ونبى الله عيسى عليه السلام قد بشر بمجيء رسول من الله يأتي من بعده اسمه أحمد وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة الصف ” وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين” وقام عيسى عليه السلام بدعوة بني إسرائيل إلى عبادة الله وحده والعمل بأحكام التوراة والإنجيل، وأخذ يجادلهم ويبين فساد مسلكهم، فلما رأى عنادهم وظهرت بوادر الكفر فيهم، وقف في قومه قائلا من أنصاري إلى الله ؟ فآمن به الحواريون وعددهم اثنا عشر.