الدكرورى يكتب عن نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 9″
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 9″
ونكمل الجزء التاسع مع نبي الله عيسي عليه السلام، ومن معجزاته أنه كلم الناس وهو صبي في المهد وأنه يحي الموتى ويشفي الأكمه والأبرص ويصنع من الطين على شكل الطير وينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وقد ذكر القرآن الكريم قصة عيسى عليه السلام بادئا بولادته، وتعبد أمه في معبد بالقدس، عندما كانت تحت رعاية النبي الكريم زكريا عليه السلام، الذي كان أبا للنبي يحيى عليهما السلام، ثم انتقل إلى قصة حمل مريم بعيسى التي اصطفاها الله تعالى على نساء العالمين، لتلد نبى الله عيسى عليهما السلام وهي عذراء، فكانت السيده مريم داخل المعبد عندما زارها الملك جبريل عليه السلام والذي أحضر إليها بشرى سارة بولادة ابن لها وهو كلمة الله المسيح عيسي ابن مريم، وقد ذكر القرآن الكريم أن الله أرسل البشرى عبر جبريل إلى مريم.
بأن الله كرمها من بين جميع نساء العالم، وقد أخبر جبريل أيضا مريم أنها ستلد ابنا مباركا، يسمى عيسى، وأنه سيكون نبيا، وأن الله سيُنزل عليه الإنجيل، وقد أخبرها أن عيسى عليه السلام سيتكلم وهو صبي في المهد وسيدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وهو كهل، وسيكون من الصالحين، ثم سألت جبريل كيف يوجد هذا الولد مني وأنا لست بذات زوج ولا من عزمي أن أتزوج، ولست بغيا؟ فجاءها الرد بأن الله قادر على كل شيء، كما جاء في سورة آل عمران ” قالت ربى أنى يكون لى ولد ولم يمسسنى بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون” وقد ذكر القرآن أن عيسى عليه السلام خُلق بأمر الله تعالى، وقارن خلقه بخلق آدم حيث خلق آدم من دون والدين، ولكن بأمره كن فيكون، وكانت الإجابة نفسها إلى زكريا.
كيف حملت امرأته إليصابات، وهي كبيرة في السن، وقد ذكر القرآن الكريم قصة الولادة العذرية لعيسى عليه السلام عدة مرات، وقد ذكر القرآن الكريم أن مريم عندما كانت مسافرة في صحراء بيت لحم، جاءها ألم المخاض، وأثناء آلامها وضعفها، فجر الله ماء متدفقا من الأرض تحت قدمها لكي تشرب، وكانت مريم أثناء مخاضها بالقرب من نخلة، فطلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب وتأكل، وقد بكت مريم من ألمها وتمسكت بالنخلة، حتى سمعت صوتا من تحتها وقد فهم البعض على أن هذا الصوت من عيسى عليه السلام الذي لايزال في رحمها، والآخر على أنه من ملك ذلك اليوم، وقد ولدت مريم في وسط الصحراء، وبعد أربعين يوم، حملت مريم ابنها عيسى وعادت إلى الناس، وقد أمر الله عز وجل مريم أن لاتكلم الناس في ذلك اليوم.
حيث سيجعل الله عيسى يتكلم، حيث يؤمن المسلمون أن عيسى فعلا تكلم في المهد وكانت أول معجزة له، بعد ذلك، ذهبت السيدة مريم إلى المعبد وقد سخر منها رهبان المعابد الآخرين، لكن زكريا آمن بقصتها وأيدها، وقد اتهم الرهبان مريم بأنها صارت امرأة فاسقة وأنها لمست رجلا غريبا من دون زواج، ولكنها أجابت مريم بالإشارة إلى ابنها وإخبارهم أن يكلموه لكن الرهبان غضبوا لأنهم ظنوا أن مريم تستهزء بهم بطلبها أن يكلموا الرضيع حينها أنطق الله عيسى من المهد وتكلم عن نبوته قائلا ” ‘نى عبد الله آتانى الكتاب وجعلنى نبيا وجعلنى مباركا أين ما كنت وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا، وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ” وهكذا فكانت السيدة مريم ابنة عمران امرأة صالحة تقية.
واجتهدت في العبادة حتى لم يكن لها نظير في النسك والعبادة فبشرتها الملائكة باصطفاء الله لها فيقول تعالى فى سورة آل عمران ” إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ” ثم بشرت الملائكة مريم بأن الله تعالى سيهب لها ولدا يخلقه بكلمة كن فيكون وهذا الولد اسمه المسيح عيسى ابن مريم وسيكون وجيها في الدنيا والآخرة ورسولا إلى بني إسرائيل، ويعلم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وله من الصفات والمعجزات ما ليس لغيره، فكما قال تعالى فى سورة آل عمران ” إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين، قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون”.