أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 8″

الدكرورى يكتب عن نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 8″

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 8″

ونكمل الجزء الثامن مع نبي الله عيسي عليه السلام، وسيقف عيسى عليه السلام يوم القيامة أمام رب العالمين، فيسأله على رؤوس الأشهاد، ماذا قال لبني إسرائيل، ليقيم الحجة على من غال فيه، كما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز فى سورة المائدة ” وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك إنك أنت علام الغيوب، ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد، إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ” وهكذا فإن المسيح عيسى بن مريم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهو من أولي العزم من الرسل، وقد أرسله الله تعالى ليقود بني إسرائيل إلى كتاب مقدس جديد وهو الإنجيل، وإن الإيمان بعيسى عليه السلام وكل الأنبياء والرسل، هو ركن من أركان الإيمان، ولا يصح إسلام شخص بدون ذلك وقد ذكر نبى الله عيسى عليه السلام باسمه في القرآن الكريم خمسة وعشرون مرة، بينما ذكر إسم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أربعة مرات، ويذكر القرآن الكريم أن نبى الله عيسى ولدته السيدة مريم بنت عمران عليها وتعتبر ولادته معجزة إلهية، حيث إنها حملت به وهي عذراء من دون أي تدخل بشري، بأمر من الله عز وجل وكلمة منه، وذلك لحكمة أن يكتمل إعجاز الله في الخلق فأدم أبو البشر عليه السلام قد خُلق من دون أب ولا أم، وحواء أم البشر عليها السلام قد خُلقت من أب بلا أم، وكل البشر خُلقوا من أب وأم

وأما عيسي عليه السلام فمن أم بلا أب، وليكتمل بخلقه ناموس الخلق الذي أراده خالق الكون، وكانت لدى نبى الله عيسى عليه السلام القدرة على فعل بعض المعجزات كسائر المرسلين والأنبياء مع خصه بإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن من الله، ولقد ذكر لنا القرآن الكريم بإن نبى الله عيسى عليه السلام هو حى، لم يمت حتى الآن، ولم يقتله اليهود، ولم يصلبوه، ولكن شبه لهم، بل رفعه الله إلى السماء ببدنه وروحه رحمة وتكريما له، وهو إلى الآن في السماء، كذلك فإن عيسى عليه السلام مسلم مثل كل الرسل في الإسلام، أي خضع لأمر الله، ونصح متبعيه أن يختاروا الصراط المستقيم، فقال تعالى في سورة النساء ” وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا، بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما”

وهكذا فيرفض الإسلام فكرة الثالوث، أو أن عيسى عليه السلام هو إله متجسد، أو أنه ابن الله أو أنه صلب أو قيامة يسوع، ويذكر القرآن الكريم أن عيسى عليه السلام نفسه لم يدّعي هذه الأشياء، ويُشير إلى أن عيسى سينفي ادعاءه الألوهية في يوم القيامة، ويشدد القرآن الكريم أن عيسى عليه السلام هو بشر فان، مثل كل الأنبياء والرسل وأنه اختير لينشر رسالة الله تعالى، وتحرم جميع النصوص الإلهية إشراك الله مع غيره، وتدعو إلى توحيد الله وحده لا شريك له وبأنه سبحانه وتعالى هو السبيل الوحيد للنجاة، ويُؤمن المسلمون بأن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول أرسل للعالمين الإنس والجن، أما المسيح عيسى بن مريم والرسل السابقون فقد أرسلوا لقومهم خاصة، وقد آمن برسالة عيسى عليه السلام من بني إسرائيل الحواريون بينما كفرت طائفة أخري.