الدكرورى يكتب عن نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 7″
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 7″
ونكمل الجزء السابع مع نبي الله عيسي عليه السلام، ولذلك العقائد التي حكم عليها الله سبحانه وتعالى بالكفر فهى منسوبة إلى النصارى، كعقيدة الثالوث والألوهية، والبنوة، وأما المسيحيون لا وجود لهم اليوم ولو وُجدوا لما وسعهم إلا اتباع نبى الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي بشّر به نبي الله عيسى عليه السلام، ومن لم يؤمن برسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بعد سماعه لدعوته، فهو من أهل النار، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي، ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار” وإن الوقفة الثانية، وهى إن حقيقة دعوة السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام هي الإسلام.
ودينه الإسلام، والرسل كلهم دينهم الإسلام، وذلك بغض النظر عن شرائعهم ومنهاج كل في زمنه، فقال الله تعالى فى سورة المائدة ” لكل منكم شرعة ومنهاجا ” وعن أبى هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، ليس بيني وبينه نبي، والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد ” رواه البخارى ومسلم، وأما الوقفة الثالثة، وهى إننا لا نغالي في عيسى عليه السلام كما غالت النصارى، ولا نكذبه كما فعلت اليهود، ولا نقول فيه غير الحق، فهو عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، كما ذكر الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة النساء ” يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه”
وأما الوقفة الرابعة وهى إن نبى الله عيسى عليه السلام قد خلقه الله عز وجل من غير أب، كما ذكر الله تعالى ذلك حين سألت مريم المبشر، عن كيفية وجوده فكان جوابه سبحانه وتعالى كما قال تعالى فى سورة مريم ” قال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا ” وإن هذا يوجب اعتقاد كمال قدرة الله تعالى، فإنه عز وجل يفعل ما يشاء كيف شاء، له الأمر كله، لا كالمخلوقات التي تتقيد بقانون الأسباب والمسببات، ولا يُسأل تعالى عما يفعل، ونحن نسأل عما نفعل، فهى أراده الله أن يكون رحمة وهداية للناس إلى الطريق المستقيم، وإخراجهم مما كانوا فيه من الزيغ والضلال، وقد مثل الله خلق نبى الله عيسى عليه السلام بخلق آدم عليهما السلام، فقال جل وعز فى كتابه العزيز فى سورة آل عمران.
” إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ” فبدلا من اتباع النصارى لعيسى عليه السلام، وتصديق ما جاء به، والاستجابة لدعوته، وإفراد الله سبحانه بالعبادة غالوا فيه حتى ضلوا وأضلوا، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغلو في شخصه، كما غالت النصارى في عيسى عليه السلام، فقال صلى الله عليه وسلم ” لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ” رواه البخارى، وأما الوقفة الخامسة وهى إن الله عز وجل قد حكم بكفر الفرق الثلاثة الكبرى التي اختلفت وضلت في حقيقة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وهم من قال بالثالوث، وأن الله ثالث ثلاثة، ومن قال بأن الله هو عيسى ابن مريم، ومن قال بأن المسيح ابن الله.
فقال تعالى الله عما يقولون علوّا كبيرا، فقال الله تعالى فى سورة التوبة ” وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضائهون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يأفكون ” وقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة المائدة ” لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربى وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومآواه النار وما للظالمين من أنصار، لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم، أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ” ثم بيّن الله تعالى لنا مؤكدا حقيقة المسيح عيسى عليه السلام، فقال سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة المائدة ” ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون، قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم، قل يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل “