أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 6″

الدكرورى يكتب عن نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 6″

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 6″

ونكمل الجزء السادس مع نبي الله عيسي عليه السلام، ومن معجزاته أن الله كف بني إسرائيل عنه حين أرادوا قتله، وألقى شبهه على من دل على مكانه، كما قيل ثم رفعه إليهن، وكذلك طلب الحواريون من رسول الله عيسى عليه السلام أن ينزل عليهم مائدة من السماء، ليأكلوا منها، ولتطمئن قلوبهم بالإيمان، فدعا عيسى ربه، فأنزل عليه المائدة التي طلبوها، ومع جميع هذه المعجزات، التي نص عليها القرآن الكريم في سورة المائدة وغيرها إلا أن اليهود كدأبهم يكذبون، ويكيدون ويمكرون، ويخططون ويدبرون للرسل وأتباعهم، فتعرض عيسى عليه السلام للتآمر الخفي المدبر مِن قِبل اليهود والوثنية الرومانية حفاظا على سيادتهم، ووصل بهم الأمر إلى محاولة القبض عليه وصلبه بتهمة طلبه الملك، إلا أن الله تعالى نجاه من كيد الماكرين، فقال الله لعيسى عليه السلام.

كما قال تعالى فى كتابه الكريم فى سورة آل عمران ” إذ قال الله يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا ” وقال الله عز جل في شأن المؤامرة اليهودية على عيسى عليه السلام فى كتابه الكريم فى سورة النساء ” وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه وما لهم به من علم ألا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما” فنبى الله عيسى عليه السلام لم يُقتل ولم يُصلب هكذا نعتقد، بل رفعه الله تعالى إليه، وفي آخر الزمان ومن علامات الساعة نزوله، وعندما ينزل سيؤمن به أهل الكتاب قبل موته، فهو لم يمت بعد، وسيؤمنون به الإيمان الحق وليس على ما يعتقد النصارى فيه اليوم ولهذا قال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة النساء.

” وإن من أهل الكتاب ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ” وهكذا فإنه سينزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان فترة في الأرض، وهذه ستكون علامة على اقتراب الساعة، ويحكم فيها بشريعة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء حكما عادلا مقسطا، كما قال الله تعالى فى كتابه العزيز فى سورة الزخرف ” وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم ” وفي قراءة أخرى للآية ” وإنه لعلم للساعة ” أي أنه إشارة ورمز للساعة، وقد تواترت الأحاديث التي أخبرت عن نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، ومنها ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الحرب، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها.

وإن النصارى من بعد عيسى عليه السلام، قد مروا بمراحل وتآمر، وكثر الوضع على رسول الله عيسى وأتباعه، حتى تعددت الأناجيل بشتى اللغات والأساليب على مر العصور، ونسبت هذه الأناجيل للحواريين الذين عاصروا عيسى عليه السلام، ودخل في دينهم من الآراء اليهودية والوثنية الشركية والفلسفات الظنية ما جعله بعيدا كل البعد عن المنهج الرباني والشريعة السماوية وعن المسيحية التي هي الإسلام والتى هى دعوة رسول الله عيسى عليه السلام، فأصبح علماؤهم وقادتهم الذين يزعمون أنهم أنصار المسيح وحملة دعوته أربابا لعامة النصارى كما قال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة التوبة شارحا تلك الحالة المظلمة التي كانوا فيها فقال تعالى ” اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا الها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ”

وإنه في هذه الأيام يحتفل النصارى بميلاد السيد المسيح عليه السلام، ولا بد لنا من وقفات، نضع فيها النقاط على الحروف، ونبين للناس المنكر من المعروف، ونسمي الأمور بحقائقها، ونضع جانبا المجاملات والمداهنات، لا سيما في هذه الأزمان التي كثرت فيها الشبهات، وعظمت المغريات، وكثر الجهل بين الشباب والشابات في دين الله رب البريات، وإن الوقفة الأولى هو تعريف أن المسيحية غير النصرانية، فبينهما تباين واسع وفرق شاسع، فالمسيحية هي دين نبي الله عيسى عليه السلام وكتابهم الإنجيل، وأما النصرانية، فهي تلك التعاليم والأقوال المنسوبة إلى منِ ادعوا النصرة لتعاليم نبى الله عيسى عليه السلام من بعده، ولذلك العقائد التي حكم عليها الله سبحانه وتعالى بالكفر فهى منسوبة إلى النصارى، كعقيدة الثالوث والألوهية، والبنوة.