الدكرورى يكتب عن نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 1″
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
نبي الله عيسي علية السلام ” جزء 1″
إن عيد الميلاد المجيد يعتبر هو ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، ويمثل تذكار ميلاد السيد المسيح، ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد السيد المسيح فإن آباء الكنيسة قد حددوا الموعد بهذا التاريخ، كذلك فقد درج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل، ويذكر أيضا، أنه قبل المسيحية كان يوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر كان عيدا وثنيا لتكريم الإله الروماني سول إنفكتوس الذي يرمز للشمس، ومع عدم التمكن من تحديد موعد دقيق لمولد السيد المسيح فقد حدد آباء الكنيسة عيد سول إنفكتوس كموعد الذكرى، رمزا لكون المسيح هو شمس العهد الجديد، ونور العالم، وعيد الميلاد هو احتفال ديني وثقافي بين مليارات البشر حول العالم، ويترافق مع عيد الميلاد احتفالات دينية وصلوات خاصة.
للمناسبة عند أغلبية المسيحيين، واجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة عيد الميلاد وتبادل الهدايا واستقبال بابا نويل وانشاد الترانيم الميلادية وتناول عشاء الميلاد، ولدى هذه العادات الاحتفالية المرتبطة بعيد الميلاد في العديد من البلدان أصول من العصور ما قبل المسيحية وأصول علمانية بالإضافة للأصول المرتبطة بالمسيحية، وتحتفل أعداد كبيرة من غير المسيحيين ثقافيا بالعيد أيضا، وهو عطلة رسمية في أغلب دول العالم، وهكذا فيعتبر عيد الميلاد هو ثاني أهم وأبرز الأعياد المسيحية ويأتي بعد عيد القيامة من حيث المكانة التاريخية الخاصة، وينسب عيد الميلاد إلى مولد السيد المسيح وهو بمثابة تذكار لهذا الحدث الذي تعتبره الكنائس المسيحية هو مولد مخلص الأمة من الظلمات، ويعتبر عيد الميلاد هو احتفالا لتخليد ماكان.
قبل قدوم المسيح وما بعده، فقد قسم التاريخ لتعرف الأحداث ما قبل الميلاد وما بعده، وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بهذا العيد في السابع من شهر يناير من كل عام، وقد استمر هذا العيد يلقى احتفالا عالميا في اليوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر سنويا نظرا لما أقره مجمع نيقية المسيحي والذي أصدر عام ثلاثه مائة وخمسة وعشرين هذا التاريخ للاحتفال بعيد الميلاد، وكذلك فلم تحدد الكتب المسيحية عبر التاريخ مولد ميلاد السيد المسيح إلا أن مجمع نيقية حين اجتمع أصدر هذا الموعد، وقد درج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل، كما ورد هذا الحدث في إنجيل بالقرن الثالث على أنه قد تم في منتصف الليل، ونحن المسلمين واجب علينا معرفة نبي الله عيسى عليه السلام وعقيدته التي بُعث بها ودعوته لقومه، لأننا نؤمن به وبكل الرسل.
وبكل الكتب السماوية والواجب على المسلم أن يتعرف على السيد المسيح عيسى عليه السلام، من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، حتى نستطيع دعوة العالم للتعرف على نور الإسلام وشموليته، وأنه دين الحق الذي نزل لهداية البشرية جمعاء، وإن من رسل الله الذين جاؤوا لهذه الغاية النبيلة، والمهمة العظيمة، فاصطفاه الله تعالى من بين خلقه وهو نبى الله عيسى ابن مريم بنت عمران روح الله وكلمته التي ألقاها إلى الصديقة الطاهرة العفيفة مريم عليهما السلام، وهو آخر أنبياء بني إسرائيل سلام الله عليهم أجمعين، فإن قصة الاصطفاء تبدأ من عمران وهو أحد علماء بني إسرائيل وأخيارها، وكانت زوجته عقيمة وكانت زوجة صالحة، فنذرت إن هي حملت لتجعلن ولدها محررا لله تعالى خالصا لخدمة بيت المقدس، فحملت بمريم عليها السلام.
كما في سورة آل عمران، وبعد وفاة عمران أصبحت مريم عليها السلام في كفالة زكريا عليه السلام، وهو زوج خالتها الذي اتخذ لها مكانا في المسجد تعبد الله فيه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم عن مريم بنت عمران عليها السلام “خير نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد” وهذا الحديث متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعا “كل مولود من بني آدم يمسه الشيطان بإصبعيه إلا مريم بنت عمران وابنها عيسى عليهما السلام” رواه البخارى، ولقد كان من كرامة الله لمريم عليها السلام أن الملائكة كانت تأتي إليها لها لتثبيتها وتهيئتها، وبيان اصطفائها على نساء العالمين، فكانت سلام الله عليها مِن خير نساء العالمين، عابدة لربها، قانتة لخالقها، حافظة لفرجها، وقد بشرت الملائكة مريم الصديقة بأنه سيكون منها ولد ذو شأن ومكانة في الدنيا والآخرة.