الدكرورى يكتب عن خلافة الدوله الأموية ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
خلافة الدوله الأموية ” جزء 1″
الخلفاء الأمويين هُم مجموعة من الخلفاء العرب المسلمين من بني أمية من قريش، وقد قاموا بتأسيس دولة قوية مترامية الأطراف، قد أمتدت أراضيها على ثلاث قارات، وقد قامت دولتهم بعد أن تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب بالخلافة لمعاوية بن أبي سفيان في عام الجماعة سنة 41واحد وأربعين من الهجره، وعام الجماعة هو العام الذي تنازل فيه الحسن بن علي بن ابي طالب عن الخلافة لمعاوية بن ابي سفيان، الذي كان واليا على الشام منذ عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، والذي رفض مبايعة علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين، وكانت حجته في ذلك أن علي بن أبى طالب، قد فرط في الثار من قتلة أمير المؤمنين عثمان بن عفان.
ثالث الخلفاء الراشدين، وبتنازل الحسن بن على بن أبى طالب، استقر الأمر لمعاوية بن أبى سفيان فأصبح خليفة المسلمين، وقامت دولة بني أمية التي تنتسب إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فحكمت نحو تسعين عاما من عام واحد وأربعين للهجره، حتى عام مائه واثنين وثلاثين من الهجره، وتعد هي أكبر دولة وثاني خلافة في تاريخ الإسلام، وواحدة من أكبر الدول الحاكمة في التاريخ، وكان بنو أمية أولى الأسر المسلمة الحاكمة، وكانت عاصمة الدولة في مدينة دمشق، وقد بلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك، إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقا حتى جنوب فرنسا غربا.
وتمكنت من فتح أفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر، ويرجع نسب الأمويين إلى أميَّة بن عبد شمس من قبيلة قريش، وكان لهم دور هام في عهد الجاهلية وخلال العهد الإسلامي، أسلَم معاوية بن أبي سفيان في عهد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتأسست الدولة الأموية على يده، وكان قبلا واليًا على الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ثم نشب نزاع بينه وبين علي بن أبي طالب بعد فتنة مقتل عثمان، حتى تنازل ابنه الحسن عن الخلافة لصالح معاوية بعد مقتل أبيه علي، فتأسست الدولة الأموية بذلك، وقد أخذ معاوية عن البيزنطيين بعض مظاهر الحكم والإدارة، إذ جعل الخلافة وراثية عندما عهد لابنه يزيد بولاية العهد.
واتخذ عرشا وحراسا وأحاط نفسه بأبهة الملك، وبنى له مقصورة خاصة في المسجد، ومقصورة السلطان أو المقصورة السلطانية هو مكان مخصص في المسجد الجامع للسلاطين لأداء صلاة الجمعة وصلاة العيد في العمارة العثمانية، وكانت مقصورة السلطان تضاء بالقناديل ليلا لصلاة العشاء والقيام، وكما أنشأ ديوان الخاتم ونظام البريد، ولقد كان طريق معاوية بن أبي سفيان إلى السلطة أقل تخضبا بالدماء من طرق معظم من أسسوا أسرا حاكمة جديدة، وكان يحس كما يحس كثيرون من المغتصبين أنه بحاجة إلى أن يحيط عرشه بالأبهة والمظاهر الفخمة، وتشبه في هذا بأباطرة الدولة البيزنطية ، الذين تشبهوا هم أنفسهم بملك ملوك الفرس.
وإن بقاء هذا الطراز من الحكومة الملكية الفردية من عهد قورش إلى يومنا ليوحي بصلاحيته لحكم الشعوب الجاهلة واستغلالها وكان معاوية نفسه يشعر بأن حكمه هذا يبرره ما عاد على البلاد في أثنائه من الرخاء، وانقطاع النزاع بين القبائل، وما بلغته الدولة العربية الممتدة من نهر جيحون إلى نهر النيل من قوة وتماسك وكان يرى ألا سبيل إلى اتقاء النزاع الذي لابد أن يحدث عند اختيار الخليفة إذا ما اتبع مبدأ الانتخاب وما يؤدي إليه هذا النزاع من اضطراب وفوضى، إلا إذا استبدل به النظام الوراثي، فنادى بابنه يزيد وليَّا للعهد ، وأخذ له البيعة من جميع ولايات الدولة العربية، وبعد وفاة يزيد اضطربت الأمور، فطالب عبد الله بن الزبير بالخلافة.