أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

فجر الإسلام ” جزء 4″

الدكرورى يكتب عن فجر الإسلام ” جزء 4″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

فجر الإسلام ” جزء 4″

ونكمل الجزء الرابع مع فجر الإسلام، ومن شيم النفس الطيبة والواثقة عدم مجاراة مرضى الحسد، لا عجزا أو سذاجة و إنما ترفعا وإعزازا لهذه النفس، ولنعلم جميعا أن محاربة كل ناجح هي مهمة كل ناقص وكل يمارس دوره ولكن باختلاف الأدوات، ويكفي كل ناجح أنه يصعد سلم النجاح بأريحية، بينما يقبع في الأسفل منه من يحاولون البحث والتفتيش عن أي ثغرات أو هفوات له، وها هو ذلك الزمان الذي أصبح فيه السفيه الكذاب مصداقا في قوله وأصبح العالم مكذبا في قوله فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العامة”

ولقد اختص الله سبحانه وتعالى أنبياءه ورسله الكرام بالوحي الذي ينزل عليهم متضمنا إعلامهم وإخبارهم بالأوامر والأحكام، وتحدث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عن أمر الوحي، وكيف يأتيه أحيانا كصلصلة الجرس، ثم يذهب عنه وقد وعى ما سمع، وهو أشده على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحيانا يأتيه الملك على صورة رجل فيكلمه، فيسمع ويعي منه ما يقول، ولقد أتى أمين الوحى جبريل عليه السلام مرة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو جالس بين أصحابه الكرام رضى الله عنهم أجمعين في صورة الصحابى دحية الكلبي وكما هو في حديث جبريل الشهير، حيث سأل النبي صلى الله عليه وسلم، عن الإسلام والإيمان والإحسان، وحين يتأمل المؤمن ما هدي إليه من هذا الدين العظيم مع رؤيته لضلال الضالين وتكذيب المكذبين.

فإنه يتشوف لمعرفة بدايات بزوغ النور المبين، وأوليات نزول الوحي على الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، ولا سيما أنه موصوف بأعظم الأوصاف وأحسنها حيث قال الله عز وجل، فى كتابة الحكيم فى سورة المائده “قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين، يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم” وإن من يقرأ حديث بدء الوحي، وقصة البعثة النبوية الشريفة فيعلم أنه لم يكن بالأرض من يدين بالإسلام، ثم قارن ذلك بما يعلم من عدد المسلمين في الأرض، وبما يرى من أفواج الحجيج التي تملأ الحرم المكي وما حوله، فإنه هنا يعلم عظمة الله تعالى في تذليل قلوب الملايين من خلقه للإيمان به وعبادته، وتعظيم شعائره، وزيارة مشاعره، وأداء مناسكه، ويعلم فضل الله تعالى عليه بالهداية للإيمان.

والانتساب لخير أمة أخرجت للناس، فيلهج بحمد الله تعالى وشكره وذكره وتكبيره، ويحافظ على قلبه من الزيغ، وعلى إيمانه من الذهاب والنقص بتزكيته ونمائه بالأعمال الصالحة، فلقد فرض الله عز وجل، علينا شرائع الإسلام وأركانه وجعل الجنة نصيبا لمن يأتي بها، وقد حدد بعضا من النواقض التي تنقض هذا الإسلام وتجعل صاحبها مرتدا عنه، فإن الردة هي الرجوع عن الإسلام والكفر به بعد الإيقان بأنه الحق وقد حرمها الإسلام وجعل لها عقوبة كبيرة في الدنيا والآخرة فقد قال الله تعالى فى كتابة العزيز “ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا والآخره وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون” وقد ذكرت الكتب بعض أسماء الصحابة الذين ارتدوا، وقد ارتد بعضهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

وبعضهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كما ارتدت بعض القبائل الذين حاربهم أبو بكر الصديق في حروب الردة، ولم تبدأ الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقط بل كانت موجودة في حياته أيضا ولكن كانت موجودة بنسب قليلة جدا بل حتى إن الكتب قد ذكرت غالبية أسماء الصحابة الذين ارتدوا عن الإسلام ودونت قصصهم، وقد رجع البعض منهم للإسلام بينما مات البعض منهم على كفره والآخر تم قتله، وكان من بينهم الصحابى عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وهو أبو يحيى القرشي العامري وهو أخو الخليفة الراشد عثمان بن عفان من الرضاعة، وقد أهدر النبي صلى الله عليه وسلم، دمه ولكن أستأمن له عثمان بن عفان في فتح مكة فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رجع إلى الإسلام بعدها وحسُن إسلامه.