الدكرورى يتحدث عن السيدة سارة بنت هاران ” جزء 1″
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
السيدة سارة بنت هاران ” جزء 1″
السيدة سارة بنت هاران هي زوجة نبي الله الخليل إبراهيم عليه السلام وأم النبي إسحاق أبو النبي يعقوب عليهم جميعا الصلاة والسلام، الذي ينحدر من نسله أنبياء بني إسرائيل، وهي مبجلة عند المسلمين واليهود والمسيحيين، وقد أتى ذكرها بالتوراة على أن أسمها “ساراي” ثم تحول على “سارة” بعد وعد قطعه الله لها بولد بعدما كانت عجوز عاقر، وإن الكثير منا لا يعرف عنها شيئا بل لا يعلم ما اسم زوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام، وإذا عرف لا يعرف إلا شيئا يسيرا، ولقد ذكر قصتها الإمام البخاري فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لم يكذب نبي الله الخليل إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات، إثنتين منهما في ذات الله عز وجل، فى قوله “إني سقيم” وقوله “بل فعلهم كبيرهم هذا”
وقال بينما هو ذات يوم والسيدة سارة إذ أتى على جبار من الجبابرة، فقيل له إن هاهنا رجلا مع امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه فسأله عنها فقال من هذه؟ قال أختي، فأتى سارة قال يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، وإن هذا سألني عنك فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني، فأرسل إليها فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ، فقال ادعي الله لي ولا أضرك، فدعت الله فأطلق، ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد، فقال ادعي الله لي ولا أضرك، فدعت فأطلق، فدعا بعض حجبته فقال إنكم لم تأتوني بإنسان، إنما أتيتموني بشيطان، فأخدمها السيدة هاجر عليها السلام، فأتته وهو قائم يصلي، فأومأ بيده مهيم؟ قالت رد الله كيد الكفار أو الفاجر، في نحره، وأخدم هاجر.
ولقد تزوج نبي الله إبراهيم بامرأة هي من أحسن وأجمل النساء، ثم لقد سافر بها وأثناء سفرهم دخلوا بلاد يحكمها جبار من الجبابرة الظلمة الذي لا هم لهم إلا أنفسهم، وشهواتهم فلما دخلا أرضه رآها بعض أهل الجبار فأتاه فقال لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي أن تكون إلا لك فأرسل الجبار إلى الخليل إبراهيم يسأله عن هذه المرأة، فلما أحس نبي الله إبراهيم عليه السلام أن الملك سيطلبها منه أوصاها بأن لا تخبره بأنها زوجته بل هي أخته، وقد قيل إنه كان من دين الملك أن لا يتعرض إلا لذوات الأزواج ، وإبراهيم عليه السلام أراد دفع أعظم الضررين بارتكاب أخفهما، وذلك أن اغتصاب الملك إياها واقع لا محالة، لكن إن علم أنها أخته كف عن ذلك، ولهذا اضطر الخليل إبراهيم إلى تلك الكذبة.
وقد قال إبراهيم ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، والمراد أرض الجبار وليس كل الأرض وإلا فقد كان مؤمنا في ذلك الوقت لوط عليه السلام، فلما دخلت سارة على ذلك الجبار لجأت إلى الله تعالى أن يخلصها من كيده وصدقت في الدعاء فنجاها الله تعالى منه، فكلما قرب منها وأراد أن يتناول يدها صرع صرعة شديدة، وفي رواية قيل فقام إليها فقامت تتوضأ وتصلي، ولكنه عاد مرة أخرى فلجأت إلى الله مرة أخرى فنجاها الله تعالى، فعندما رأى الجبار ذلك منها لم يستطع إلا أن يخاف ويخشى على نفسه، ثم أعطاها امرأة تخدمها هدية منه، فعادت إلى نبي الله إبراهيم فسألها، مهيم؟ أي ما الخبر؟ فأخبرته بما حدث، وأن الله رد كيد الظالم في نحره فلم يستطع أن يمسها بسوء.
وقال أبو هريرة رضى الله عنه عن السيدة هاجر تلك أمكم يا بني ماء السماء، وكأنه خاطب بذلك العرب لكثرة ملازمتهم للفلوات التي بها مواقع القطر لأجل رعي دوابهم، وفي ذلك تمسك لمن زعم أن العرب كلهم من ولد إسماعيل، وسنوات طويلة من الانتظار لم تسفر عن شىء شعرت فيها المرأة التى وصفت بأنها أجمل نساء الأرض بالحزن والقلق لأنها لم تنجب ابنا يكون سندا لها ولزوجها ويدخل السرور إلى قلبه، وفكرت رغم المحبة الكبيرة فى قلبها لزوجها أو ربما بسببها، فى حل كى لا يحرم زوجها نبى الله إبراهيم الذرية الصالحة، ترددت كثيرا وهى تنظر إلى هاجر وتفكر بها زوجة لزوجها بعد أن عرفا عنها حسن الأخلاق والأدب الشديد منذ وهبها لها فرعون لتكون فى خدمتها.