الدكرورى يتكلم عن السيدة مريم بنت عمران ” جزء 1″
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
السيدة مريم بنت عمران ” جزء 1″
السيده مريم بنت عمران المعروفه بالعدرا مريم، فى الاسلام، وهى أم السيد المسيح عيسى عليه السلام، وهى اشرف نساء العالمين ومقدسه وان الله عز وجل اصطفاها وطهرها وهى اعظم سيدة فى التاريخ وقد جاءت بمعجزة ميلاد السيد المسيح عيسى من غير اب، وبعذريتها وبتبشير أمين الوحى جبريل عليه السلام لها بحملها بعيسى عليه السلام وهو كلمة الله ورسول من أعظم الرسل، وكانت السيدة مريم مخطوبه ليوسف النجار وكانت بنت عم ام نبي الله يحيى وهو كما يقال عنه يوحنا المعمدان، وجاءت السيدة مريم الى مصر بعد ولاده السيد المسيح عليه السلام، وبمعجزاته وهو طفل صغير فى رحلة العائلة المقدسه وظلت هناك لفتره من الزمن، وفى القرأن الكريم قصتها وقصة ميلاد نبي الله عيسى عليه السلام، وفيه سورة كاملة باسمها، وهي سورة مريم.
وفيه سورة ال عمران أيضا تحكى قصة السيده العذراء والسيد المسيح عليهما السلام، فهي مريم بنت عمران بن ماثان بن عازار بن أبي يوذ بن يوزن بن زربابل بن ساليان بن يوحنا بن أوشيا بن أمون بن منشكن بن حازقا بن أخاز بن يوثام بن عوزيا بن يورام بن سافط بن ايشا بن راجعيم بن سليمان بن داود عليهما السلام بن ايشي بن عوبد بن سلمون بن ياعز بن نحشون بن عمياد بن رام بن حصروم بن فارص بن يهوذا بن يعقوب عليه السلام بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، وكان أبوها صاحب صلاة في بني إسرائيل، وأمها هي حنة بنت فاقود وكانت من العابدات، وكان زوج خالتها هو نبي الله زكريا عليه السلام وكان نبي ذلك الزمان وعاش أبواها في بيئة ساد فيها الظلم والاضطراب، وكانت الحياة التي يعيشها بنو إسرائيل بائسة.
فقد حرفوا دينهم وأفسدوا عقيدتهم، وعاثوا في الأرض فسادا، وأضحى الواحد منهم لا يأمن على نفسه غدر الآخر، وفي وسط هذه الحُلكة والدُلجة كان يعيش عمران وزوجه حنة، يعبدان الله وحده ولا يشركان به شيئا، وكان الزمان يمر بهما دون ولد يؤنسهما، وفى يوم من الأيام جلست حنة بين ظلال الأشجار، فرأت عصفورة تطعم صغيرها، فتحركت بداخلها غريزة الأمومة، فدعت الله أن يرزقها ولدا حتى تنذره لخدمة بيت المقدس، فاستجاب الله دعاءها وابتهالها إليه فحملت بمريم ومات عمران وهي حامل، وكان أول امتحان لأم عيسى مريم البتول عليهما السلام أن أمها التي كانت ترجو أن ترزق بولد ذكر لتهبه لخدمة بيت المقدس جزاء على هذه النعمة بعدما أصبحت عاقرا، فرزقت ببنت، وليست الأنثى في القوة والجلد والتحمل وخدمة الأقصى كالذكر
وأسفت أم مريم زوج عمران، واعتذرت لله عز وجل فقالت كما جاء فى سورة آل عمران ” رب إني وضعتها أنثي والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثي، وإني سميتها مريم وإني أعيذها بها وذريتها من الشيطان الرجيم” لكنها لم ترجع عن نذرها وإن رزقت بأنثى، بل أوفت به كما اشترطته على ربها، وسمتها مريم، ومعنى مريم بالعبرية أى الخادم أو خادمة الله، وحين وضعت امرأة عمران ابنتها مريم عليها السلام، أرسلتها للخدمة في بيت المقدس، كما نذرت لله إن رزقها الولد أن تجعله في خدمة بيت المقدس، فلما وضعت ووجدت أنها كانت تحمل أنثى في بطنها، أوفت بنذرها وأرسلتها للخدمة أيضا، وقد تنازع عُبّاد بيت المقدس أيهم يكفلها، وقد حاول نبي الله زكريا عليه السلام أن يجعل كفالتها له، باعتبار صلته بها حيث إنه زوج خالتها.
ولكنهم رفضوا أن يسلموها له إلا بناء على قرعة، فاقترعوا فغلبت قرعة نبي الله زكريا عليه السلام، فكفلها، وهيّأ لها مكانا تتعبد فيه في بيت المقدس، لا يدخله سواها، فكانت تعبد الله فيه وتقوم بما يجب عليها من سدانة البيت إذا جاءت نوبتها، وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني إسرائيل، وكان الله قد استجاب دعاء أمها امرأة عمران، فحفظها من مس الشيطان، وكان نبي الله زكريا عليه السلام كلما دخل عليها موضع عبادتها وجد عندها رزقا غريبا في غير أوانه، فكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فيسألها، فتقول له ” هو من عند الله” وقد خاطبتها الملائكة، وبشّرتها باصطفاء الله تعالى لها، وبأنه سيهب لها ولدا زكيّا يكون نبيّا كريما طاهرا مكرّما مؤيدا بالمعجزات، فتعجبت من وجود ولد من غير والد لأنها لا زوج لها.