أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

السيده أم كلثوم بنت الرسول ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن السيده أم كلثوم بنت الرسول ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

السيده أم كلثوم بنت الرسول ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مع السيدة أم كلثوم بنت الرسول، وعن قتادة بن دعامة قال تزوج أم كلثوم بنت رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم، عتيبة بن أبي لهب فلم يبن بها حتى بعث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وكانت رقية عند أخيه عتبة بن أبي لهب، فلما أنزل الله ” تبت يدا أبي لهب وتب” قال أبو لهب لابنيه عتيبة وعتبة رأسي من رأسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد، وقالت أمهما بنت حرب بن أمية وهي حمالة الحطب، طلقاهما يا بني فإنهما قد حبتا فطلقاهما، وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن أم كلثوم بنت النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنها قالت يا رسول الله، زوجي خير أو زوج فاطمة؟ قالت فسكت النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ثم قال “زوجك ممن يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله” فولت، فقال لها “هلمي ماذا قلت؟”

قالت قلت زوجي ممن يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، قال “نعم، وأزيدك دخلت الجنة فرأيت منزله، ولم أرى أحدا من أصحابي يعلوه في منزله” ولما توفيت السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف عثمان بن عفان على السيدة أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة، وروى سعيد بن المسيب أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم رأى عثمان بعد وفاة رقية مهموما لهفان فقال له “ما لي أراك مهموما” قال يا رسول الله وهل دخل على أحد ما دخل علي، ماتت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت عندي وانقطع ظهري، وانقطع الصهر بيني وبينك، فبينما هو يحاوره إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم “يا عثمان هذا جبريل عليه السلام يأمرني عن الله عز وجل أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها وعلى مثل عشرتها”

فزوجه إياها، ولما زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته أم كلثوم بعثمان قال لها “إن بعلك أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد” وتقول أم عياش إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء” وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان “يا عثمان هذا جبريل يخبرني أن الله قد زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها” وتوفيت في شعبان في السنة التاسعة من الهجرة، وعن أم عطية قالت دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نغسل ابنته أم كلثوم، فقال “اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور، فإذا فرغتن فآذنني” فلما آذناه، فألقى إلينا حقوه، وقال”أشعرنها إياه” وتوفيت أم كلثوم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

في شعبان سنة تسع من الهجرة وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرها ونزل في حفرتها علي والفضل وأسامة، وعن أبي أمامة قال لما وضعت أم كلثوم ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر قال رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم ” منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخري” ثم لا أدري أقال “بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله” أم لا، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، قال، فرأيت عينيه تدمعان، قال فقال ” هل منكم رجل لم يقارف الليلة؟ فقال أبو طلحة أنا، قال فانزل، قال فنزل في قبرها ” رواه البخارى، وبهذا يتبين فضلها ومنزلتها إذ أبدلها الله عز وجل بعد مفارقة ابن أبي لهب برجل حيي كريم تستحي منه الملائكة.

وهو من أفضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان نعم الزوج لها ونعمة الزوجة له، كما أنها حظيت رضي الله عنها بأن يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم إمام المصلين على جنازتها وكفى بذلك منقبة وفضيلة لما في دعائه لها من البركة والرحمة والمغفرة، وهكذا فإن الموت مصيبة لا مفر منها، وهي امتحان لنا جميعا، لنعمل الصالحات، ونحسن أعمالنا لننال جزاءنا، فيرضى الله سبحانه وتعالى عنا، وإن الموت حق على العباد، لا مفر منه ولا محيد، وإن أول المنازل التي ينزلها العبد بعد موته، وبعد خروج روحه ومفارقته للأهل الأحباب، هو القبر، فالقبر أول منازل الآخرة، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى يبلل لحيته، فقيل له تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج فما بعده أشد منه”.