الدكرورى يكتب عن نبي الله نوح علية السلام ” جزء 18″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله نوح علية السلام ” جزء 18″
ونكمل الجزء الثامن عشر مع نبي الله نوح علية السلام، وقيل أن نبى الله نوح عليه السلام، كان شديد البياض عند الولادة بحيث امتلأت الغرفة بالضياء عند ولادته، وأنه بعد ولادته بلحظات بدأ بالصلاة والدعاء للخالق الأعظم وإن بناء السفينة استغرق مائة وعشرون سنة، وقد أجمع المسلمون أن الطوفان عم جميع البلاد، فقال ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، أنه أجمع أهل الأديان الناقلون عن رسل الرحمن مع ما تواتر عند الناس في سائر الأزمان على وقوع الطوفان وأنه عم جميع البلاد ولم يبق الله أحدا من كفرة العباد استجابة لدعوة نبيه المؤيد المعصوم وتنفيذا لما سبق في القدر المحتوم، وإن الروايات في الإسلام على قولين، وهم قوم قالوا أن كل الناس اليوم من ذرية نبى الله نوح عليه السلام، فعن قتادة غى قول الحق سبحانه وتعالى ” وجعلنا ذريته هم الباقين”
قال فالناس كلهم من ذرية نبى الله نوح عليه السلام، وعن ابن عباس يقول ” لم يبق إلا ذرية نوح” ومع هذا فالروايات التي تصنف الناس إلى ساميين وحاميين ويافثيين لم تصل درجة الصحة، وقال قوم كان لغير ولد نبى الله نوح عليه السلام، أيضا نسل وذرية، وهذا بدليل قول الله عز وجل ” ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا ” وقوله تعالى ” قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم ” فعلى هذا معنى الآية ” وجعلنا ذريته هم الباقين” دون ذرية من كفر أنا أغرقنا أولئك، ومعنى الآية ” وممن حملنا مع نوح ” قال القرطبي أنه يريد الخليل إبراهيم عليه السلام وحده أي أن الخليل إبراهيم عليه السلام من ذرية من حمل مع نبى الله نوح عليه السلام لا من ذرية نبى الله نوح عليه السلام.
وإن وجد سام فإن إبراهيم ليس من ذريته، وهناك تيار يؤمن بالتفسير الحرفي وليس الرمزي لكل ما ورد في الكتب المقدسة وهذا التيار على قناعة إنه بالفعل كانت هناك سفينة ذات صفات مطابقة لما ورد في الكتب السماوية حسب العهد القديم فإن نبى الله نوح عليه السلام بنى السفينة من شجر الجوفر، ولايعرف لحد هذا اليوم ماهو بالضبط هذا النوع من الأشجار إذ ورد ذكرها فقط في سفر التكوين وهناك الكثير من الفرضيات حول ماهية خشب الجوفر ويرجح البعض انها شجر الأرز وبالنسبة لمقاييس السفينة حسب العهد القديم، فإنها كانت ثلاثمائة ذراعا وهذا القياس يجعل السفينة مقاربا إلى ربعامائة وخمسون قدما وهي أكبر من أكبر سفينة موثقة تأريخيا في العصور القديمة وكان حجمها ربعمائة قدما وبنيت في الصين في القرن الخامس عشر.
بأمر من القائد العسكري زنغ هيي، وأيضا استنادا إلى نفس التيار المؤمن بالتفسير الحرفي لسفينة نوح فإن حجم السفينة كان أربعين ألف متر مكعب أي مقاربا إلى حجم سفينة تيتانيك المشهورة، ويتسائل التيار المقتنع برمزية القصة عما إذا كان بإمكان هذه السفينة ان تتسع لجنسين من كل أنواع الحيوانات وعما إذا كان بمقدور الأشخاص الثمانية على السفينة العناية بهذا العدد الهائل من الحيوانات لمدة أكثر من مائتين وعشرين يوما، ومن ناحية الجغرافيين المسلمين فقد ذكر الرحالة والجغرافي العربي ياقوت الحموي في كتابه المعروف معجم البلدان بأن مسجدا قد بني على مكان استواء السفينة وشاركه في الرأي ابن بطوطة، وكان التيار المقتنع بحرفية ما ورد في الكتب السماوية عن سفينة نوح مولعا من القدم بالبحث عن السفينة.
وهذا الولع كان واضحا لدى بعض البروتستانت المسيحيين منذ أواخر القرن التاسع عشر، ولقد أمر الله نبيه نوح عليه السلام، ببناء السفينة وقيل أنه استغرق عمله فيها مائة سنة، وقيل مائة وعشرون سنة، وذكر فيها عدة أقوال، وقد بناها وحده عليه السلام، وكان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع، وعرضها ستمائة ذراع، وكانت ثلاث طبقات فطبقة فيها الدواب والوحوش، وطبقة فيها الإنس، وطبقة فيها الطير، وبعد أن ركب المؤمنون السفينة و أغرق الله تعالى الأرض بمن فيها عقابا لهم لكفرهم، فقد أبحروا قرابة ستة أشهر وحطوا على الأرض ثانية، وقيل على قمة جبل الجودى، ونزل المؤمنون وبدأوا حياة جديدة، وهنالك حيوانات لم تكن موجودة قبل الطوفان ايام نبى الله نوح عليه السلام ولكن ارادة الله سبحانه وتعالى اوجدتها لغرض في حينه.