الدكرورى يكتب عن نبي الله نوح علية السلام ” جزء 17″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله نوح علية السلام ” جزء 17″
ونكمل الجزء السابع عشر مع نبي الله نوح علية السلام، وفي الأسطورة يحاول الملك جلجامش الوصول إلى سر الخلود عن طريق الإنسان الوحيد الذي وصل إلى تحقيق الخلود وكان اسمه أوتنابشتم أو أتراحاسيس والذي يعتبره البعض مشابها جدا أن لم يكن مطابقا لشخصية نبى الله نوح عليه السلام في الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام وعندما يجد جلجامش أوتنابشتم يبدأ الأخير بسرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بأمر الآلهة، وقصة الطوفان هنا شبيهة جدا بقصة طوفان نبى الله نوح عليه السلام، وقد نجى من الطوفان أوتنابشتم وزوجته فقط وقررت الآلهة منحهم الخلود، وأما عن طوفان نوح فهي تسمية تطلق على قصة طوفان عظيم حصل بسبب طغيان البشر على الأرض، ورغم اختلاف القصة في مختلف الديانات والمعتقدات.
إلا أن جميعها تتفق على حصوله ونجاة الناجين على سفينة أبحرت فوقه، أما من وجهة نظر المؤرخين فقد حصل طوفان قبل حوالي خمسة ألاف قبل الميلاد في منطقة وادي الرافدين الذي يعتقد أنه طوفان نبى الله نوح عليه السلام، وكان يعتقد الناس حتى أواخر القرن الماضي أن التوراة هي أقدم مصدر لقصة الطوفان، ولكن الاكتشافات الحديثة أثبتت أن ذلك مجرد وهم، حيث عثر في عام ألف وثمانى مائة وثلاثة وخمسين ميلادى على نسخة من رواية الطوفان البابلية، وفي الفترة حتى ألف وتسعمائة ميلادى قد اكتشفت أول بعثة أثرية أمريكية قامت بالتنقيب في العراق اللوح الطيني الذي يحتوي على القصة السومرية للطوفان في مدينة نيبور وهى نفر، ثم تبعه آخرون، ويبدو من طابع الكتابة التي كتبت بها القصة السومرية أنها ترجع إلى ما يقرب من عهد الملك البابلي الشهير حمورابي.
وعلى أنه من المؤكد أنها كانت قبل ذلك، وملخص القصة حسب الرواية السومرية تتحدث عن ملك يسمى زيوسودا كان يوصف بالتقوى ويخاف من الله، وينكب على خدمته في تواضع وخشوع وقد أخبر بالقرار الذي أعده مجمع الآلهة بإرسال الطوفان الذي صاحبه العواصف والأمطار التي استمرت سبعة أيام وسبع ليال يكتسح هذا الفيضان الأرض، حيث يوصف زيوسودا بأنه الشخص الذي حافظ على الجنس البشري من خلال بناء السفينة، وكان حسب التوراة فإن من أبناء نبى الله نوح عليه السلام، هم الأربعة الذين انبثقت البشرية بعد الطوفان وكان أبناء نبى الله نوح عليه السلام، هو سام أكبر الأبناء وكان عمره ثمانى وتسعين عاما عند حدوث الطوفان وعاش خمسمائة سنة أخرى بعد الطوفان وكان له خمسة أبناء.
وهم عيلام وآشور وآرام وأرباجشاد ولود ويعتقد أن الأشوريين والعبريين والعرب والآراميين قد انبثقوا من سلالة سام، وحام وهو ثاني أبناء نوح ويعتقد أنه والد الشعوب الأفريقية ومنهم المصريون القدماء والأمازيغ، ويعتقد بعض اليهود استنادا إلى التوراة أن حام قد شاهد والده عاريا ذات يوم وقام بإخبار أخويه بذلك، وعندما علم نبى الله نوح عليه السلام، بهذا فإنه طلب من الخالق أن لا يبارك سلالة حام، ويعتقد بعض المحللين أن هذه قصة اختلقت فيما بعد عند اجتياح بني إسرائيل لأراضي الكنعانيين الذين كانوا يستوطنون منطقة فلسطين الحالية لكي يبدو الأمر وكأنه تحقيق لنبوءة، ومن أبنائه هو يافث وهو ثالث أبناء نبى الله نوح عليه السلام، ويعتقد أنه من سلالته انبثقت شعوب أوروبا وكان ليافث حسب التوراة سبعة أبناء وهم جومر وماجوج.
وتيراس وجافان وميشيخ وتوبال وماداي، ويعتقد أن الفرس واليونانيين والميديين والأكراد والأيرلنديين والهنغاريين والسلوفاكيين والطليان والألمان قد انبثقوا من هذه السلالة، وكان كنعان رابع أبناء نبى الله نوح عليه السلام، ومات غرقا في الطوفان لكفره ولم تكن له أي ذرية، وحسب التوراة فإن الخالق قرر أن يمسح بني البشر من الوجود باستثناء الصالحين بسبب كثرة المعاصي والذنوب التي كانت ترتكب فنزلت الأمطار لمدة أربعون يوما وليلة وغطت المياه الأرض لمدة مائة وخمسون يوما واستقرت السفينة على الجودي، وهناك كتابات يهودية لا تعتبر جزء من الكتاب المقدس، وإنما كروايات تم حذفها وفي هذه الكتابات تصوير إلى أن نبى الله نوح عليه السلام، كان شديد البياض عند الولادة بحيث امتلأت الغرفة بالضياء عند ولادته.