أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

نبي الله نوح علية السلام ” جزء 12″

الدكرورى يكتب عن نبي الله نوح علية السلام ” جزء 12″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله نوح علية السلام ” جزء 12″

ونكمل الجزء الثاني عشر مع نبي الله نوح علية السلام، وذكر ابن جرير أن مولد نوح عليه السلام، كان بعد مائة وست وعشرين سنة من وفاة آدم عليه السلام، وبينما نقل عن أهل الكتاب أن مولده كان بعد مائة وست وأربعين سنة، وقد جاء في الحديث أن المدة التي كانت بين آدم ونوح عليهما السلام هي عشرة قرون فقد جاء عن ابن عباس رضى الله عنهما بقوله ” كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، قال وكذلك هي في قراءة عبد الله ” كان الناس أمة واحده فاختلفوا” وقد تكلم المفسرون في مدة القرن، فقيل إنه يساوي مائة سنة، فيكون بين آدم ونوح ألف سنة، وقيل إن المقصود بالقرن آلاف السنين، أما في ما يتعلق بعمره عند بعثته فقد اختلف فيه المؤرخون، فقد روى عن ابن عباس رضى الله عنهما.

أن عمره كان ثلاثمائة وخمسين سنة، وقيل خمسين سنة، وذكر ابن جرير أنه كان ابن أربعمائة وثمانين سنة، ولقد وصف الله نبيه نوح عليه السلام في كتابه العزيز بالعبد الشكور، قال تعالى ” إنه كان عبدا شكورا” وقد جاء عن أهل التفسير أن سبب وصف نبى الله نوح عليه السلام بهذه الصفة أنه كان لا يأكل طعاما، ولا يلبس لباسا إلا حمد الله عليه، وجاء في كتب التفسير أن نبى الله نوح عليه السلام كباقي الأنبياء كان يأكل من كسب يديه، حيث رُوي أنه كان يحترف النجارة، وقد اتفق مؤرخو الأمة على أن ذرية نبى الله نوح عليه السلام، كانوا الذرية الوحيدة الباقية بعد هلاك الأمم في الطوفان، فقال تعالى ” وجعلنا ذريته هم الباقين” فالبشر جميعا يرجع نسبهم إلى أولاد نبى الله نوح عليه السلام الثلاثة، وهم حام، وسام، ويافث، فأما حام فقد جاء من نسله أهل الحبشة.

وأما سام فقد جاء من نسله العرب، وجاء من نسل يافث الروم، ويُشار إلى أن زوجة نوح عليه السلام هي واعلة التي ضرب الله بها مثلا للزوجة التي تخون زوجها، وذلك برفضها الإيمان بالحق الذي جاء به من عند ربه، وقد عاش قوم نبى الله نوح عليه السلام في منطقة جنوب العراق قريبا من الكوفة، وقد اختلف أهل التفسير في مدة حياة نبى الله نوح عليه السلام لعدم ثبوت نص صريح في ذلك، فقد رُويت عن الصحابة والتابعين الكرام عدة أقوال عن مدة حياته عليه السلام فنقل ابن كثير عن قتادة أن نبى الله نوح عليه السلام لبث في قومه قبل أن يبعث ثلاثمائة سنة، ثم لبث ثلاثمائة سنة أخرى يدعوهم فيها إلى التوحيد والإيمان، ثم لبث ثلاثمائة وخمسين سنة بعد الطوفان، فتكون مدة حياته كاملة ألف سنة إلا خمسين، وذكر ابن أبي حاتم قولا عن كعب الأحبار.

يذكر فيه أن نبى الله نوح عليه السلام لبث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم لبث سبعين عاما بعد الطوفان، وجاء عن ابن عباس أيضا أنه عاش ألفا وأربعمائة سنة، وهذا قول وهب بن منبه، وجاء عن عكرمة أن مدة حياته كاملة كانت ألف وسبعمائة سنة، وكما جاء عن عون بن أبي شداد أن نبى الله نوح عليه السلام لبث في قومه ثلاثمائة وخمسين سنة قبل أن يُبعث، ثم بعثه الله فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم توفاه الله بعد الطوفان بثلاثمائة سنة، فيكون عمره كاملا ألف وستمائة وخمسين سنة، ورُوي عن ابن عباس أن نبى الله نوح عليه السلام بعثه الله وعمره أربعون سنة، ثم كانت مدة مُكثه بين قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم توفاه الله بعد ستين عاما من الطوفان، فيكون عمره ألف وخمسين سنة، ولم تثبت قبور الأنبياء عليهم صلوات الله.

بالتعيين إلا بالبقعة، أو المنطقة، وليس بالتعيين المخصوص بالقبر كقبر النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وما ثبت بخصوص بقية قبور الأنبياء إنما يتعلق بالبقعة والمنطقة التي دُفنوا فيها دون ذكر لمكان القبر على التعيين، واختلف العلماء في مكان قبر نبى الله نوح الله عليه السلام على رأيين، وهما أن قبره موجود ما بين الركن، وزمزم في المسجد الحرام، والمقام، وهو قول ابن سابط، وقيل أن قبر نبى الله نوح الله عليه السلام موجود في قرية اسمها الكرك عند سفح جبل في لبنان يعرف بإسم جبل الدير، وهو قول سبط ابن الجوزى، وكان نبى الله نوح الله عليه السلام هو أول رسول يرسله الله إلى الناس في الأرض، وقد بدأ رسالته بدعوة قومه إلى التوحيد والإيمان بالله وحده، وقد خاطب نبى الله نوح الله عليه السلام قومه لأنهم أهله وعشيرته.