أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

نبي الله نوح علية السلام ” جزء 11″

الدكرورى يكتب عن نبي الله نوح علية السلام ” جزء 11″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله نوح علية السلام ” جزء 11″

ونكمل الجزء الحادي عشر مع نبي الله نوح علية السلام، وأن النبي نوح هو أول الرسل، ومن أولي العزم الخمسة، وقد بعثه الله لما عبدت الأصنام والطواغيت، وحاد الناس عن التوحيد، وقد ذكرت

السيدة هاجر عليها السلام ” جزء 3″ قصته في القرآن الكريم، وما كان من قومه، وما أنزل بمن كفر به من العذاب بالطوفان، وكيف أنجاه الله تعالى وأصحاب السفينة في غير ما موضع من القرآن الكريم، ولقد كان البدء فى دعوته عليه السلام بأسلوب اللين والرفق مع المدعوين، والترغيب أولا ثم الترهيب والتوبيخ، ثم التعنيف والتخويف، ثم يدعو الله عز وجل أن يفتح بينه وبين قومه، ولكن وبعد ألف سنة إلا خمسين عاما من الدعوة والجهاد والصبر والتحمل، ماذا كانت حصيلة الدعوة، وماذا كان الحصاد؟ وقال الله تعالى فى سورة هود ” حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل ”

فهكذا أخبره الله عز وجل أن مهمته أوشكت على الانتهاء، وأنه لن يستجيب له أحد بعد ذلك، وطالما أن الأمر كذلك، فلا بأس من الدعاء عليهم، فدعا ربه، فاستجاب الله ونجاه ومن معه وأغرق الآخرين، وشتان ما بين بداية الدعوة ونهايتها، فلقد بدأت باللين والرفق والترغيب، وانتهت بأقسى ما يكون، وهو الدعاء عليهم والانتقام منهم وإهلاكهم بالغرق، ورُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال، قال الحواريون لعيسى ابن مريم، لو بعثت لنا رجلا شهد السفينة، فحدثنا عنها، فانطلق بهم حتى انتهى بهم إلى كثيب من تراب، فأخذ كفا من ذلك التراب بكفه، وقال أتدرون ما هذا؟ قالوا، الله ورسوله أعلم، قال هذا كعب حام بن نوح، قال، فضرب الكثيب بعصاه، قال قم بإذن الله، فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه قد شاب، قال له عيسى، هكذا هلكت؟

قال لا، ولكن مِت وأنا شاب، ولكنني ظننت أنها الساعة، فمن ثَم شبت، قال حدثنا عن سفينة نوح، قال، كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع، وعرضها ستمائة ذراع، وكانت ثلاث طبقات، فطبقة فيها الدواب والوحوش، وطبقة فيها الإنس، وطبقة فيها الطير، فلما كثر أرواث الدواب، أوحى الله إلى نوح أن اغمز ذنب الفيل، فغمز فوقع منه خنزير، وخنزيرة، فأقبلا على الروث، فلما وقع الفأر بجرز السفينة أي صدرها أو أوسطها يقرضه، أوحى الله إلى نوح أن اضرب بين عيني الأسد، فخرج من منخره سنور وسنورة، فأقبلا على الفأر، فقال له عيسى عليه السلام، كيف علم نوح أن البلاد قد غرقت؟ قال بعث الغراب يأتيه بالخبر، فوجد جيفة فوقع عليها، فدعا عليه بالخوف فلذلك لا يألف البيوت، قال ثم بعث الحمامة، فجاءت بورق زيتون بمنقارها.

وطين برجليها، فعلم أن البلاد قد غرقت، قال فطوقها الخضرة التي في عنقها، ودعا لها أن تكون في أنس وأمان، فمن ثَم تألف البيوت، قال، فقلنا يا رسول الله، ألا ننطلق به إلى أهلينا فيجلس معنا ويحدثنا؟ قال كيف يتبعكم من لا رزق له؟ قال، فقال له عُد بإذن الله، قال فعاد ترابا، وقد روى عن الإمام أحمد بن حنبل، قال “لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب، فإنها مناكير، وعامتها عن الضعفاء” وقال الإمام مالك “شر العلمِ الغريب، وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس” وقد وروى ابن عدي عن أبي يوسف، قال ” من طلب الدين بالكلام تزندق، ومن طلب غريب الحديث كذب” ويجب أن نعلم أن قول الإمام أحمد بن حنبل وقول الإمام مالك بهذا يتبين أن هذه القصة من الغرائب المنكرة جدا، فليحذر من يتعلق بهذه الواهيات من الظن بأن أب الخنزير هو الفيل.

حيث تبين أن القصة واهية منكرة، فلا يصح لها أصل شرعي، ولا حقيقة علمية، حيث تبين من علم الوراثة أن كروسومات نواة خلية الخنزير، تخالف تماما كروسومات نواة خلية الفيل في عددها، وفيما عليها من جينات، ولقد بعث الله تعالى نوح عليه السلام إلى قومه بعد أن ظهرت فيهم الضلالات، والجحود بالله، فكان أول رسول يرسله الله إلى الناس في الأرض، وقد جاء عن ابن جبير، وغيره أن قوم نوح كان اسمهم بنو راسب، وقد كانت بداية عهد قوم نوح بالجحود بالله حينما عبدوا أصناما كان قد بناها من قبلهم من الأجيال لرجال صالحين منهم تخليدا لذكراهم بعد مماتهم، وقد بقيت تلك النصب فترة من الزمن لا تعبد، حتى إذا هلك ذلك الجيل، وذهب العلم، اتخذ الناس تلك التماثيل أصناما يعبدونها من دون الله تعالى، ونبي الله نوح بن لمك بن متوشلخ بن خنوخ، وخنوخ هو نبي الله إدريس عليه السلام.