أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

معاوية بن أبى سفيان “جزء 8”

الدكرورى يكتب عن معاوية بن أبى سفيان “جزء 8”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

معاوية بن أبى سفيان “جزء 8″

نكمل الجزء الثامن مع معاويه بن أبى سفيان مؤسس الدوله الأموية، وأيضا ينظرون إليه أنه نافيا الصحابي أبا ذر الغفاري من الشام، وأنه هو قائد الفئة الباغية التي قتلت الصحابي عمار بن ياسر، والذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، ” ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ” وكان من مؤيدي والساعين لإشعال معركة الجمل ففي رسالة بعث بها إلى الزبير بن العوام قال فإني قد بايعت لك أهل الشام فأجابوا واستوسقوا كما يستوسق الجلب، فدونك الكوفة والبصرة، لا يسبقك إليها ابن أبي طالب، فإنه لا شي بعد هذين المصريين، وقد بايعت لطلحة بن عبيد الله من بعدك، فأظهرا الطلب بدم عثمان، واعدوا الناس إلى ذلك، وليكن منكما الجد والتشمير، أظفركما الله وخذل مناوئكما.

وإضافة إلى ذلك فقد قيل أن معاوية قد سنّ سب علي بن أبي طالب على المنابر والانتقاص والاستهزاء منه ومن أهله وأنصاره، فعن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا، فقال مامنعك أن تسب أبا التراب، فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، وكانت من وصايا معاوية للمغيرة عندما ولاه الكوفة أنه قال أما بعد فإن لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا، وقد أردت إيصاءك بأياء كثيرة فأنا تاركها اعتمادا على بصرك، ولست تاركا إيصاءك بخصلة لا تتحم عن شتم علي وذمه والترحم على عثمان والاستغفار له والعيب على أصحاب علي والاقصاء لهم.

وكان بالإضافة إلى كل ذلك قالوا أيضا طمعه في الخلافة فقد أوصى بالخلافة لغير أهلها كما ذكر ذلك معاوية بن يزيد بقوله ” إن هذه الخلافة حبل الله وأن جدّي معاوية نازع الأمر أهله ومَن هو أحق به منه علي بن أبي طالب، وركب بكم ما تعلمون حتى أتته منيته فصار في قبره رهينا بذنوبه، ثم قلد أبي الأمر وكان غير أهل له ونازع ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقصف عمره، وانبتر عقبه، وصار في قبره رهينا بذنوبه، ثم بكى وقال من أعظم الامور علينا علمنا بسوء مصرعه وبؤس منقلبه، وقد قتل عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأباح الخمر وخرّب الكعبة ” وفى النهايه فقد كان للصحابة في الإسلام مكانة عظيمة، وحب المسلم لهم من عقيدة أهل السنة والجماعة.

فهم أفضل الناس بعد أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، وقرنهم خير القرون، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ” فهم الواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أمته، ومنهم تلقت الأمة عن نبيها صلى الله عليه وسلم الشريعة، وهم الذين نشروا الفضائل بين يدي الأمة، وقد اختص الله تعالى صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم بالأفضلية، واختصهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله نظر فى قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم، خير قلوب العباد، فأصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر فى قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه، خير قلوب العباد، فجعلهعم وزراء نبيه.

يقاتلون لنصرة دينه، ومن هؤلاء الصحابة كان الصحابي الجليل، والخليفة، والقائد معاوية بن أبي سفيان، ولكن عندما قرب أجل معاوية بن أبي سفيان، خطب بالناس، موصيا أمته، وأهل بيته، وكان في احتضاره يضع خده على الأرض، ثم يقلب وجهه ويضع الخد الآخر، وهو يبكي ويقول اللهم إنك قلت في كتابك “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء” فاللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له، ثم يقول هو الموت لا منجي من الموت، والذي نحاذر بعد الموت أدهى وأقطع، وقال اللهم أَقل العثرة، وأعف عن الزلة، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك، فإنك واسع المغفرة، ليس لذي خطيئة مهرب إلا إليك، ثم أغمي عليه، ولما أفاق قال لأهله اتقوا الله فإن الله تعالى يقي من اتَقاه، ولا يقي من لا يتقي، ثم مات رضي الله عنه، وكان ذلك في دمشق، في شهر رجب من عام ستين من الهجره.