الدكرورى يكتب عن معاوية بن أبى سفيان “جزء 7”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
معاوية بن أبى سفيان “جزء 7″
نكمل الجزء السابع مع معاويه بن أبى سفيان مؤسس الدوله الأموية، والذى قال ” لما كان عام الحديبية، وصدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن البيت، وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت لأمي، فقالت إياك أن تخالف أباك، فأخفيت إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الحديبية وإني مصدق به، ودخل مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم، وعلم أبو سفيان بإسلامي، فقال لي يوما لكن أخوك خير منك وهو على ديني، فقلت لم آل نفسي خيرا، وأظهرت إسلامي يوم الفتح، فرحب بي النبي صلى الله عليه وسلم، وكتبت له، وهو الذى قيل عنه، لما عزل عمر بن الخطاب، عمير بن سعد عن حمص ، ولى معاوية.
فقال الناس في ذلك، فقال عمير لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “اللهم اهد به” وكانت نظرة أهل السنة والجماعة لمعاوية هى أنه يلقبه أهل السنة والجماعة بخال المؤمنين، ويذكرون أنه كان بعد إسلامه يكتب الوحي بين يدي الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وقد روى مسلم في صحيحه في باب من لعنه النبى صلى الله عليه وسلم، أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك، كان له زكاة وأجرا ورحمة، وعن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتواريت خلف باب، قال فجاء فحطأني حطأة وقال، ” اذهب وادع لي معاوية ” قال فجئت فقلت هو يأكل، قال ثم قال لي ” اذهب وادع لي معاوية ”
قال فجئت فقلت هو يأكل فقال ” لا أشبع الله بطنه ” قال ابن المثنى قلت لأمية ما حطأني قال قفدني قفدة، وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم ” وقد فهم مسلم من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه فلهذا أدخله في هذا الباب وجعله غيره من مناقب معاوية لانه في الحقيقة يصير دعاء له ” وقال الحافظ الذهبي لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة ” والجدير بالذكر أن الرسول صلي الله عليه وسلم، قد أشار أن خلافة النبوة من بعده ثلاثون عاما ثم ملك ورحمة، ومن المعروف أن الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، قد توفي فى العام الحادى عشر من الهجره.
أي أن في عام واحد وأربعين من الهجره، قد اكتملت الثلاثون عاما التي قد أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال “الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك ” بالإضافة إلى الحديث الصحيح الآخر الذي أورده البخاري في صحيحه وهو ” أخرج النبي صلى الله عليه وسلم، ذات يوم الحسن، فصعد به على المنبر، فقال ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين، وبالجملة فالصحابة كلهم عدول وقال النووي رحمه الله الصحابة كلهم عدول من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يعتد به وقال الذهبي حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم، وهو ثغر، فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه.
وإن كان بعضهم تألم مرة منه وكذلك فليكن الملك وإن كان غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ خيرا منه بكثير، وأفضل وأصلح، فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه، وسعة نفسه وقوة دهائه، ورأيه وله هنات وأمور، والله الموعد، وكان محببا على رعيته، وقد عمل نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة ولم يهجه أحد في دولته، بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم، وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك، وأما عن نظرة الشيعة لمعاوية، فيرى الشيعة معاوية بن أبي سفيان بأنه خارج على إمام زمانه علي بن أبي طالب وحارب علي بن أبى طالب في صفين.