الدكرورى يكتب عن معاوية بن أبى سفيان “جزء 3”
بقلم / محمـــد الدكـــرورىن
معاوية بن أبى سفيان “جزء 3”
كمل الجزء الثالث مع معاويه بن أبى سفيان مؤسس الدوله الأموية، وكان من بناته هى السيده رملة التى تزوجها عمرو بن عثمان بن عفان، ومن بناته السيده هند والتى تزوجها عبد الله بن عامر، وأيضا من بناته هى السيده عائشة والسيده عاتكة والسيده صفية، وقد ذكر ابن أبي الدنيا، وغيره، أن معاوية بن أبى سفيان كان طويلا، أبيض، جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب، وقيل أنه كان كريما سخيا خاصة مع أهل البيت والصحابة ولذلك شواهد منها، فقيل أنه قد بعث مرة إلى عائشة بمائة ألف درهم، فوالله ما أمست حتى فرقتها، وكان معاوية إذا تلقى الحسن بن علي قال له مرحبا وأهلا بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا تلقى عبد الله بن الزبير قال له مرحبا بابن عمة رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وقد أمر للحسن بن علي بثلاثمائة ألف وعبد الله بن الزبير بمائة ألف، وقد روى الإمام أحمد عن علي بن أبي حملة عن أبيه قال رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس وعليه ثوب مرقوع، وعن يونس بن ميسر الحميري الزاهد، وهو من شيوخ الأوزاعي قال رأيت معاوية في سوق دمشق وهو مُردف وراءه وصيفا، وعليه قميص مرقوع الجَيب يسير في أسواق دمشق، وقال ابن عمر عن حلم معاوية: معاوية من أحلم الناس قالوا يا أبا عبد الرحمن وأبو بكر قال أبو بكر خير من معاوية ومعاوية من أحلم الناس، وقال قبيصة بن جابر، صحبت معاوية بن أبي سفيان فما رأيت رجلا أثقل حلما ولا أبطأ جهلا ولا أبعد أناة منه، وقد حدَّث معاوية رضي الله عنه.
عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدث أيضا عن أخته أم المؤمنين أم حبيبة، وعن أبي بكر وعمر، روى عنه ابن عباس وسعيد بن المسيب، وأبو صالح السمان، وأبو إدريس الخولاني، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وسعيد المقبري، وخالد بن معدان، وهمام بن منبه، وعبد الله بن عامر المقريء، والقاسم أبو عبد الرحمن، وعمير بن هانيء، وعبادة بن نسيء، وسالم بن عبد الله، ومحمد بن سيرين، ووالد عمرو بن شعيب وخلق سواهم، وقد حدث عنه من الصحابة أيضا جرير بن عبد الله، وأبو سعيد، والنعمان بن بشير، وابن الزبير، فمعاوية رضي الله عنه روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد
ومعاويه قد روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين، ويقال أن فى مسنده ما يقوب من مائة وثلاثة وستون حديثا، واتفق البخاري ومسلم على أربعة منها، وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة، وقد تولى معاويه بن أبى سفيان، قيادة جيش إمداد لأخيه الصحابي يزيد بن أبي سفيان في خلافة أبي بكر، وأمره أبو بكر بأن يلحق به فكان غازيا تحت إمرة أخيه، وقاتل المرتدين في معركة اليمامة، ومن بعد ذلك أرسله الخليفة أبو بكر مع أخيه يزيد لفتح الشام وكان معه يوم فتح صيدا وعرقة وجبل وبيروت وهم من سواحل الشام، وكما تولى معاوية بن أبي سفيان ولاية الأردن في الشام سنة واحد وعشرين من الهجره، في عهد عمر بن الخطاب، وبعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان من طاعون عمواس.
فقد ولاه عمر بن الخطاب ولاية دمشق وما يتبع لها من البلاد، ثم جمع له الخليفة عثمان بن عفان على ولاية الشام كلها، فكان من ولاة أمصارها، وبعد موت عثمان بن عفان سنة خمسه وثلاثين من الهجره، فقد نادى بأخذ الثأر من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وحرض على قتالهم، وقبل ذلك وقعت موقعة الجمل حيث كانت السيده عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، في جيش يقاتل للقصاص من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وكان في قيادة الجيش طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وكانوا خرجوا جميعا لأخذ الثأر من قتلة عثمان بن عفان، وبعد موقعة الجمل قاد معاوية جيشا ضد خليفة المسلمين علي بن أبي طالب وكانت موقعة صفين التي انتهت بالتحكيم الجبري.