أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

معاوية بن أبى سفيان “جزء 2”

الدكرورى يكتب عن معاوية بن أبى سفيان “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

معاوية بن أبى سفيان “جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مع معاوية بن أبى سفيان، فهيهات هيهات أن يبلغ أحد من العالمين من بعدهم منزلتهم، فمن طعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد آذى رب العالمين، وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مغفل المزني قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الله الله في أصحابي، الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى، ومن آذى اللهَ فيوشك أن يأخذه ” وانظر أيضا إلى هذا الحديث الشريف الذي يرويه الإمام البخاري في صحيحهصحيحه عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه ” ومعنى قوله نصيفه أي نصف المد، وأما عن معاويه فهو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، وهو من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحد كتاب الوحي، وهو سادس الخلفاء في الإسلام ومؤسس الدولة الأموية في الشام وهو أول خلفائها، وقد ولد بمكة وتعلم الكتابة والحساب، وأسلم قبل فتح مكة، ولما استخلف أبو بكر الصديق ولاه قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان، فكان على مقدمته في فتح مدينة صيداء وعرقة وجبيل وبيروت، وأما عن عرقة، فهي مركز ويقع في إمارة مدينة الرياض، التابعة لمنطقة الرياض في السعودية، وتبعد عرقة عن إمارة الرياض بواحد كيلو متر.

ولما استخلف عمر بن الخطاب، فقد جعله واليا على الأردن، ثم ولاه دمشق بعد موت أميرها يزيد وكان يزيد هو أخيه يزيد بن أبى سفيان، ثم ولاه عثمان بن عفان الديار الشامية كلها وجعل ولاة أمصارها تابعين له، وبعد حادثة مقتل عثمان بن عفان، أصبح علي بن أبي طالب الخليفة فنشب خلاف بينه وبين معاوية حول التصرف الواجب عمله بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، إلى أن اغتال ابن ملجم الخارجي علي بن أبى طالب، فتولى ابنه الحسن بن علي الخلافة ثم تنازل عنها لمعاوية عام واحد وأربعين من الهجره، وكان ذلك وفق عهد بينهما، فأسس معاوية الدولة الأموية واتخذ دمشق عاصمة له، وأما عن ابن ملجم فهو عبد الرحمن بن مُلجم المرادي المذحجي الخارجي، وهو قاتل علي بن أبي طالب.

وكان ذلك في التاسع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجره، وأما عن معاويه قيل أنه أسلم هو وأبوه وأمه وأخوه يزيد يوم فتح مكة، وقيل أنه أسلم قبل الفتح وبقي يخفي إسلامه حتى عام الفتح، وقال الذهبي أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء، وبقي يخاف من الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من أبيه، وروي عن معاوية أنه قال لما كان عام الحديبية صدت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن البيت ودافعوه بالراح وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبة فقالت إياك أن تخالف أباك، أو أن تقطع أمرا دونه فيقطع عنك القوت، فكان أبي يومئذ غائبا في سوق حباشة قال فأسلمت وأخفيت إسلامي.

فوالله لقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الحديبية إني مصدق به، وأنا على ذلك أكتمه من أبي سفيان، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم مصدق به، وعلم أبو سفيان بإسلامي فقال لي يوما لكن أخوك خير منك، فهو على ديني، قلت لم آل نفسي خيرا، وقال فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح فأظهرت إسلامي ولقيته فرحب بي، وأما عن أسرة معاويه بن أبى سفيان، فقد تزوج معاويه من السيده ميسون بنت بحدل وأنجبت له يزيد بن معاويه وقد طلقها، ثم تزوج من السيده فاختة بنت قرظة وأنجبت له عبد الله وعبد الرحمن، ثم تزوج معاويه من السيده، كنود بنت قرظة، بعد أن طلق اختها فاختة، ثم تزوج من السيده نائلة بنت عمارة الكلبية ثم طلقها.