الدكرورى يكتب عن نبي الله هود علية السلام ” جزء 12″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله هود علية السلام ” جزء 12″
ونكمل الجزء الثاني عشر مع نبي الله هود علية السلام، وكانت هذه الجماعات المؤمنة تعيش في سعادة وهناء تشيد البنيات وتحيا بخير وأمان، إلا ان الشيطان جعل يوسوس لضعفاء هذه الجماعة، ويقول لهم كذبا يجب ألا تنسوا آباءكم الذين انجاهم الله من الطوفان لأنهم كانوا قوما مؤمنين ويجب عليهم أن تخلدوهم وتمجدوهم وذلك بأن تقيموا لهم التماثيل وتقدموا لهم القرابين، حتي لا تكونوا خائنين لعهودهم، وكان هؤلاء الناس الذين وسوس لهم الشيطان هم ابناء عاد ويعرفون بقوم هود عليه السلام، وكانوا يسكنون ما بين اليمن وعمان في المنطقة التي تعرف بالاحقاف، وكانت ارضهم تتفجر بالينابيع والعيون وتزدهر بالزروع والاشجار، وكانوا يتميزون بالقوة والطول الشديد، وبدلا من ان يعترفوا بفضل الله عليهم ويشكروا نعمته، فقد اغواهم الشيطان.
واعمي قلوبهم فأطاعوه واقاموا الاصنام والتماثيل ورفعوا الاوثان في ديارهم وعبدوها من دون الله، ولم يكتف قوم عاد بالرجوع الي الوثنيه فقط بل ساروا وراء الفساد والطغيان، حتي انتشر بينهم الظلم وانقلبت حياتهم رأسا علي عقب، ومن رحمة الله سبحانه وتعالي انه اراد ان يظهر لهم طريق النور والايمان ليعودوا الي الحق فأرسل اليهم سيدنا هود عليه السلام رسولاً من انفسهم ليردهم الي طريق الصواب ويعيدهم الي الصراط المستقيم، وكان هود عليه السلام من عائلة متوسطة النسب في عاد ولكنه كان اكرمهم خلقا وارجحهم عقلا وكثرهم علما فاختاره الله سبحانه وتعالي ليكون أمينا علي رسالته ويدعو قومه الي العودة للحق والايمان بالله تعالي وترك عبادة الاوثان، وكان هود عليه السلام يحاول بكل قوته أن يرد هؤلاء القوم عن عبادة الاوثان والاصنام.
وعن الظلم والمعاصي الي طريق النور والايمان والحق وعبادة الله سبحانه وتعالي وحده لا شريك له، وظل علي ذلك مدة طويلة من الزمن، ولكنهم لم يعودوا الى رشدهم بل قابلوا دعوته بالسخرية والاستهزاز، فتبرأ منهم وانذرهم بعذاب أليم سوف ينزله الله عليهم، لم يستجب القوم لهود عليه السلام واصروا علي عنادهم وطغيانهم، ورغم كل هذا لم تفلح دعوة هود عليه السلام مع قومة فرحوا يسخرون منه ويقولون له ما هذا العذاب الذي تتوعدنا به والذي تقول إننا سنلفاه ؟ نحن لا نهتم بوعيدك وإن كنت صادقا فأتنا بما تعدنا فلسنا خائفين من ذلك، وأما عن قبائل حمير فهى مملكة سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في المرتفعات والتهائم، ومملكة حِمير هى مملكة قديمة نشأت في ظفار يريم واستطاعت القضاء على ممالك اليمن القديم الأربعة.
وضمها وقبائلها في مملكة واحدة هي آخر مملكة يمنية قبل الإسلام وكانت لهم علاقة وثيقة بمملكة كندة عن طريق تحالف بينهم، ويعود ذلك للقرن الثاني قبل الميلاد، والحميريون بالأصل هم قبائل سبئية اعتنقت الديانة اليهودية، وكانت تنتشر في مناطق ريمة وهى تعز، وإب، وذمار وأجزاء من صنعاء ومأرب، وعاصمتهم ظفار في محافظة إب، وما زالت معارف الباحثين ضئيلة عن تاريخ هذه المملكة السياسيه وتاريخ اليمن القديم بشكل عام فالمُكتشف يمثل نسبة ضئيلة للغاية وعثر على غالبه بظاهر الأرض، وكان أحد أبرز آثار الحميريين عبر تاريخ اليمن هو إقدامهم على التخلي عن الوثنية في اليمن القديم وعبادة إله واحد هو الرحمن، وكان الحِميريِّون وثنيين في بدايتهم ثم تحولوا لليهودية واعتنقوا الإسلام في القرن السابع الميلادي.
وكان اقتصادهم يعتمد على الزراعة والتجارة بالبخور واللبان والصمغ وتمتلئ كتاباتهم القديمة عن التجارة وأقاموا عددا من السدود الصغيرة بالإضافة لترميمهم سد مأرب القديم، وقد مرت المملكة بعدة تحديات لعل أبرزها، وكان ذلك في بدايات القرن السادس للميلاد من استقلال زعماء القبائل ودخولهم في حروب ضد بعضهم البعض أضعفت الحِميريِّين كثيرا.