أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

نبي الله هود علية السلام ” جزء 11″

الدكرورى يكتب عن نبي الله هود علية السلام ” جزء 11″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله هود علية السلام ” جزء 11″

ونكمل الجزء الحادي عشر مع نبي الله هود علية السلام، فذهبوا معه إلى المكان الذي قال فلم يروا شيئا، فقال ابن كثير رحمه الله الحكاية ليس يصح إسنادها، ولو صح إلى ذلك الأعرابي، فقد يكون اختلق ذلك، أو أنه أصابه نوع من الهوس والخبال، فاعتقد أن ذلك له حقيقة في الخارج، وليس كذلك، وهذا مما يقطع بعدم صحته، وهذا قريب مما يخبر به كثير من الجهلة والطامعين والمتحيلين، من وجود مطالب تحت الأرض، فيها قناطير الذهب والفضة، لكن عليها موانع تمنع من الوصول إليها والأخذ منها، فيحتالون على أموال الأغنياء والضعفة والسفهاء، فيأكلونها بالباطل، وروى ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى كما جاء فى سورة الذاريات ” وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم” وعن ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“الريح مسخرة من الثانية ويعني من الأرض الثانية، فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا، قال أي رب، أرسل عليهم من الريح قدر منخر الثور؟ قال له الجبار، لا، إذا تكفأ الأرض ومن عليها، ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم، فهي التي يقول الله في كتابه كما جاء فى سورة الذاريات ” ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ” وقال ابن كثير بعد أن ساق هذه الرواية، هذا الحديث رفعُه منكر، والأقرب أن يكون موقوفا على عبد الله بن عمرو، ولقد تفرد القرآن الكريم خاتم الكتب الذي أنزله الله تعالى على خاتم الأنبياء والمرسلين بذكر خبر نبي الله تعالى ورسوله هود عليه الصلاة والسلام، فقد أخبر كتاب الله تعالى المعجز الخاتم أخبار هود وقومه، فعدد صفات هؤلاء القوم، وما آتاهم الله تعالى من قوة ومنعة لم يؤتها أحدا من العالمين

كما وأخبر الله تعالى في كتابه العزيز كيف دعاهم رسول الله هود إلى توحيد الله تعالى وكيف حاول ثنيهم وإبعادهم عن عبادة الأوثان التي لا تضر ولا تنفع، وأخبر كيف أنكروا رسالته وكيف استهزأوا به وبرسالته وبما جاء به، وأخيرا كيف أهلكهم الله تعالى بظلمهم وطغيانهم الذي كانوا عليه، وإن قوم نبى الله هود عليه السلام هم قوم عاد، وعاد هو اسم الأب الأكبر لهذه القبيلة، والراجح عند عدد كبير من المؤرخين والمختصين أن هذا الاسم هو اسم عربي، وقد اختلف المختصون في نسب نبي الله هود عليه السلام، فالبعض قال أن نبي الله هود عليه السلام، يكون ابن عم أبي عاد، وهناك من قال أن نبي الله هود عليه السلام، هو ابن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام، وهناك قول ينسب نبي الله هود عليه السلام، إلى أرم بن سام بن نوح.

وهناك من ينسب نبي الله هود عليه السلام، إلى عبدالله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن أرم بن سام بن نوح عليه السلام، مكان تواجدهم أما مكان تواجدهم، فقد أورد المختصون أنهم كانوا من سكان الأحقاف، والأحقاف هي التي تقع إلى الجنوب من صحراء الربع الخالي وحضر موت، وإلى الغرب من سلطنة عُمان، ومن هنا فإن موقع هذه البلاد في يومنا هذا ليس فيه أنيس ولا أثر، إذ إن الكثبان الرملية العالية هي التي تغطي تلك المنطقة، ويعتقد بعض المختصين أن التنقيب الأثري الجاد في تلك المنطقة قد يظهر آثارهم البائدة، إذ إنها قد تكون مدفونة تحت تلك الرمال والكثبان الرملية، وقد استطاع بعض أهل حضر موت أن ينقبوا تنقيبا بسيطا ووجدوا الآنية المصنوعة من المرمر.

والتي عليها كتابة بالخط السومري، إلا أن البدو السكان الأصليين لتلك المنطقة أبوا ورفضوا أن تستمر تلك التنقيبات طمعا في الأموال، وأما عن ترتيب قوم عاد بين الأقوام، فالراجح أنهم كانوا بعد قوم نوح عليه السلام، وقبل ثمود قوم صالح عليه السلام، وأن نبى الله إبراهيم الخليل وقصته قد ولت فترة صالح عليه السلام، ويذكر أن قصة نبى الله هود عليه السلام مع قومه قد وردت في كتاب الله سبع مرات، في ثلاث سور وهي الأعراف والشعراء وهود، ولقد كان بعد مضي عهد نوح عليه السلام ومرور اعوام وراء اعوام، كانت لا تزال هناك جماعات قليلة من المؤمنين الذي ورثوا عنه الايمان ومشوا علي طريقة مخلصين، وكانت هذه الجماعات المؤمنة تعيش في سعادة وهناء تشيد البنيات وتحيا بخير وأمان، إلا ان الشيطان جعل يوسوس لضعفاء هذه الجماعة.