أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

نبي الله هود علية السلام ” جزء 7″

الدكرورى يكتب عن نبي الله هود علية السلام ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله هود علية السلام ” جزء 7″

ونكمل الجزء السابع مع نبي الله هود علية السلام، وكانت الرياح تمزق الملابس وتمزق الجلد وتنفذ من الجسد وتدمره، لا تكاد الرياح تلمس شيئا إلا قتلته ويقول عز وجل” فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شىء بأمر ربها” واستمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها أبدا، ثم توقف الريح بإذن ربها فيقول عز وجل”سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعا كأنهم أعجاز نخل خاوية” ولم يعد باقيا من قوم هود إلا ما يبقى من النخل الميت، فهلكوا جميعا، ونجا نبى الله هود عليه السلام ومن آمن معه، ونجد هنا فى قصة نبى الله هود عليه السلام إن الحقيقة الأولى التي واجه بها نبى الله هود عليه السلام قومه هي تقرير أن المستحق للعبادة هو الله وحده.

ولا أحد سواه يستحق العبادة، فها هو ذا يخاطب قومه بقوله كما جاء فى سورة الأعراف “يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره” وقد كان خطابه لقومه عليه السلام خطاب الناصح المشفق عليهم، الذي يريد الخير لهم، ويتألم لما هم عليه من الشرك والضلال، يرشد لهذا قوله كما جاء فى سورة الأعراف “أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين” ثم أعلن لهم مبدأ المفاصلة، فبين لهم أن موقفه منهم موقف المتبرئ من شركهم، والمتحدي لطغيانهم، والمعتمد على الله في الانتصار عليهم، وهذا ما عبر عنه بقوله كما جاء فى سورة هود “إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون، من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون، إني توكلت على الله ربي وربكم” وكان نبى الله هود عليه السلام يذكر قومه أنه لا يريد على دعوته جزاء ولا شكورا، وذلك كما جاء فى سورة هود.

“ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله ” فنبى الله هود عليه السلام كغيره من الرسل والدعاة الصادقين يلتمس أجره من الله، وليس هذا فحسب، بل إن نبى الله هود عليه السلام يذهب في دعوته أبعد من ذلك، فيبين لقومه أنهم إن تركوا ما هم فيه من الضلال والغي، والتزموا شرع الله، فإن الله تعالى سوف يفتح عليهم من خزائن رحمته، ويمدهم من فضله، ويزيدهم قوة إلى قوتهم، وغنى إلى غناهم، كما جاء ذلك فى سورة هود ” ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم” وأردف ذلك بتذكير قومه بما أنعم الله عليهم من نعم، وما منّ عليهم من منن، فقال تعالى فى سورة الأعراف” واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة” وتخبرنا بعض الآيات الواردة، أنه عليه السلام بذل أقصى جهده.

في تذكير قومه بنعم الله عليهم، وتحذيره إياهم من كفرانها، وختم إرشاده لهم بأن بين لهم أنه حريص على مصلحتهم، وأنه يخشى عليهم إذا لم يستجيبوا لدعوته أن ينزل بهم عذاب عظيم، فقال الله تعالى فى سورة الشعراء” أمدكم بأنعام وبنين، وجنات وعيون، إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم” وغير أن هذا التذكير لم يزيد قومه إلا إصرارا في غيهم، وعنادا في ضلالهم، حيث أجابوه بقولهم كما جاء فى سورة الأحقاف” قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين” وكان موقفهم من دعوته موقف المتكبر والمتجبر والمستعلي، حيث خاطبوه بقولهم كما جاء فى سورة الأعراف “إنا لنراك في ضلال مبين” وقالوا له أخرى كما جاء فى سورة هود “إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء” ولما لم يفلح هود في ثني قومه عما هم فيه من الضلال والغي.

واجههم بالعاقبة التي سيؤول إليها أمرهم، فقال لهم فيما حكاه القرآن عنه كما جاء فى سورة الأعراف “قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب” وقد أخبر القرآن الكريم عن العذاب الذي حلّ بقوم نبى الله هود عليه السلام بعبارات متنوعة ومعبرة، ونجى الله نبى الله هود عليه السلام والذين آمنوا معه، فقال تعالى فى سورة الأعراف ” فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين” وقال تعالى فى سورة هود “وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود”، وقال عز وجل فى سورة الشعراء ” فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم” وقال تعالى فى سورة فصلت “فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون”