أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

الرسول في غزوة تبوك ” جزء 7″

الدكرورى يكتب عن الرسول في غزوة تبوك ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

الرسول في غزوة تبوك ” جزء 7″

ونكمل الجزء السابع مع الرسول في غزوة تبوك، وعندما مر الجيش الإسلامي على حجر ثمود فنزل الجيش عندها فاستقى الناس من بئرها وطبخوا منه وعجنوا عجينهم, فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم “لا تشربوا من مياهها ولا تتوضئوا منه للصلاة, وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل ولا تأكلوا منه شيئاً” وأمرهم أن يشربوا ويتزودوا من بئر ناقة صالح عليه السلام، ورأى بعض أصحابه قد دخلوا ديار ثمود ينظرون ما فيها فقال لهم “لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين, فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم” وتقنع بردائه وهو على الرحل، ولما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة أحد المنازل ليبيتوا قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم “لا يخرجن أحد منكم الليلة إلا ومعه صاحب له”, ففعل الناس ذلك إلا رجلين من بني ساعدة خرج أحدهما لحاجته وخرج الآخر في طلب بعير له,

فأما الأول فجن, وأما الآخر فحملته الريح حتى ألقته بجبل طيء فلما علم الرسول صلى الله عليه وسلم قال ” ألم أنهكم أن يخرج رجل إلا ومعه صاحب له” ثم دعا للذي أصيب فشفي, وأما الآخر فإن طيئا أهدته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجل إلى المدينة، وقبل الوصول إلى تبوك أخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، بأنهم يأتون تبوك من يوم غد وأمرهم أن من سبق إليها لا يمس من بئر تبوك شيئا فلما جاءوها سبق رجلان من المنافقين إليها وأخذا من ماء البئر, فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم، دعا عليهما وسبهما ثم غسل الرسول صلى الله عليه وسلم، فيها وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس كلهم ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل “يا معاذ يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جفانا” وقد كان، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسلمون تبوك

فمكثوا فيها عشرين ليلة تقريبا لم يأتهم فيها أحد من الروم الذين ألقى الله تعالى، في قلوبهم الرعب الشديد فلم يجرؤ أحد منهم على الالتقاء مع المسلمين وتفرقت جيوشهم داخل بلادهم, وعندها أدرك المتحالفون مع الروم أن أسيادهم القدامى قد ولت أيامهم فأقبلوا على مصالحة المسلمين, فجاء “يحنة بن رؤبة” وهم أصحاب مدينة إيلة فصالح الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعطاه الجزية وكذلك أهل حرباء وأدزح وتم أسر ملك دومة الجندل وهو أكيدر دومة، ودفع الجزية, وكانت الفترة التي قضاها المسلمون في تبوك لتثبيت أقدامهم في المنطقة وإرساء السمعة العالمية التي اكتسبها المسلمون بإفزاع الروم أقوى جيوش الأرض وقتها وبعدها قرر الرسول صلى الله عليه وسلم، الرجوع، وبعد أن تم للرسول صلى الله عليه وسلم، ما أراد من تثبيت أركان هيبة الدعوة الإسلامية في تلك البلاد قفل صلى الله عليه وسلم.

راجعا إلى المدينة وأثناء رحلة الرجوع حدث أمر عظيم كاد أن يغير مسار الأمة الإسلامية بأسرها، حيث حاولت مجموعة من المنافقين مكونة من اثنا عشر رجلا من أئمة النفاق قتل النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن مناديا من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، نادى في الناس أثناء السير “أن خذوا بطن الوادي فهو أوسع عليكم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أخذ ثنية العقبة” وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم، حذيفة وعمار يقودان ناقته, فهجمت مجموعة من المنافقين من الخلف وهي تريد طرح الرسول صلى الله عليه وسلم، من على ناقته ثم الفتك به, فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر حذيفة أن يردهم فاستدار حذيفة كالأسد الجسور وتصدى وحده للاثنى عشر وضرب وجه رواحل المنافقين ففروا جميعا هاربين ودخلوا مع عامة الجيش وعرفهم النبي صلى الله عليه وسلم.

وصرح بأسمائهم لحذيفة الذي عرف بعد ذلك بصاحب السر, ولما علم الصحابة بما جرى قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم “يا رسول الله أولا تبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم؟ فقال “لا أكره أن تحدث العرب بينها أن محمدا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم” ولقد واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم، رحلة العودة وفي الطريق قال أحد المنافقين لرفقائه في السفر، ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أكذبنا ألسنة وأرغبنا بطونا وأجبننا عند اللقاء, فوافقه منافق مثله وقال آخر وكان مؤمنا، إني أخشى أني نزل فينا قرآنا, وبالفعل أطلعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الأمر عن طريق الوحي ونزل فيهم القرآن من سورة التوبة, وجاء المنافق يعتذر للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد تعلق برحل ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، يرجوه المغفرة والعذر, ورسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يلتفت إليه.