أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

مشروعية صلاة التطوع ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة التطوع ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

مشروعية صلاة التطوع ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مع مشروعية صلاة التطوع، وقد روى الشيخان البخارى ومسلم فى صحيحيهما، عن زيد بن ثابت، أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، اتخذ حجرة في المسجد من حصير، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيها ليالي حتى اجتمع إليه ناس، ثم فقدوا صوته ليلة، فظنوا أنه قد نام، فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم حتى خشيت أن يكتب عليكم، ولو كتب عليكم ما قمتم به، فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته، إلا الصلاةَ المكتوبة ” رواه البخاري وسلم، وقد روى أبو داود عن زيد بن ثابت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا، إلا المكتوبة ” وهو حديث صحيح، وأما عن حكم صلاة التطوع فهي سنة مؤكدة مستحبة غير واجبة.

أما صلاة الفريضة فهي واجبة ولذلك فتركها حرام ويعاقب تاركها ويجب على كل ذكر بالغ عاقل أن يصليها بالمسجد، بينما صلاة التطوع فلا يعاقب تاركها ولكن يثاب ويؤجر فاعلها وهي سبب في القرب من الله ورضوانه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يحرص أن يصلي شيئا من صلاته النافلة في منزله كما ذكر صلى الله عليه وسلم، حتى لا تصبح البيوت كالمقابر، وأفضلها ما كان في جماعة كالتراويح والاستسقاء فيكون الأجر مضاعفا مما لو كان وحده، كذلك المرأة تصلي صلاة النافلة في بيتها ولها أجر الرجال في جماعة ويسن لها أن تخرج للمسجد تصلي لكن يبقى أفضل مسجد للمرأة بيتها ومصلاها، وأيضا فإن صلاة التطوع تبدو أهميتها بارزة واضحة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، حين كان يوصي أصحابه بكثرة السجود لما فيه من قرب ورفعة يوم القيامة.

وكانت صلاة التطوع أيضا السبب في القرب من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أهميتها أيضا أنها تسد مسد النقص في صلاة الفريضة، وذلك كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمّها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم” ولذلك كان حري بنا أن ندرك ذلك فنتزود من كل خير وذلك ليوم سنبحث فيه عن الحسنة الواحدة ولا يشفع لنا إلأ كل عمل صالح إدخرناه ليوم لا نفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وأما الفرق بين صلاة الفرض وصلاة النافلة، فإن من أوضحها هو أن صلاة النافله.

وهى صلاة التطوع هى تصح في السفر على الراحلة ولو بدون ضرورة، فإذا كان الإنسان في سفر وأحب أن يتنفل وهو على راحلته سواء كانت الراحلة سيارة، أم طيارة، أم بعيرا، أم غير ذلك فإنه يصلي النافلة على راحلته متجها حيث يكون وجهه، يومئ بالركوع والسجود، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يفعل ذلك، ومن الفروق بينهما أيضا أن الإنسان إذا شرع في فريضة حرم أن يخرج منها إلا لضرورة قصوى، وأما النافلة فيجوز أن يخرج منها لغرض صحيح، وإن كان لغير غرض فإنه لا تشرع الجماعة فيها إلا في صلوات معينة كالاستسقاء وصلاة الكسوف على القول بأنها سنة، ولا بأس بأن يصلي الإنسان النافلة أحيانا جماعة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم، يصلي بأصحابه جماعة في بعض الليالي، فقد صلى معه مرة ابن عباس، ومرة حذيفة، ومرة ابن مسعود.