الدكرورى يكتب عن محمد بن يوسف الثقفي ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
محمد بن يوسف الثقفي ” جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع محمد بن يوسف الثقفي، وعمر بن عبد العزيز هو أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، هو ثامن الخلفاء الأمويين، وقد ولد سنة واحد وستين من الهجره، في المدينة المنورة، ونشأ فيها عند أخواله من آل عمر بن الخطاب، فتأثر بهم وبمجتمع الصحابة في المدينة، وكان شديد الإقبال على طلب العلم، وأما عن الوليد فهو أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، الدمشقي الذي أنشأ جامع بني أمية، وقد بويع بعهد من أبيه، وكان مترفا، دميما، سائل الأنف، طويلا أسمر، بوجهه أثر جدري، في عنفقته شيب، يتبختر في مشيه، نهمته في البناء، وأما عن عثمان بن حيان.
فهو عثمان بن حيان بن معبد بن شداد بن نعمان بن رباح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان المري ويلقب بأبي المغراء الدمشقي، وكان رجلا من أهل الخير، وذكر ابن حبان أنه كان ثقة في الحديث، ويروي عن أم الدرداء، وقد ولاه الوليد بن عبد الملك على المدينة سنة ثلاثه وتسعين من الهجره، بعد أن عزل عمر بن عبد العزيز عنها، وذلك برأي من الحجاج بن يوسف الثقفي ، فجعل عثمان يؤذي من كان من خاصة عمر بن عبد العزيز، وأما عن محمد بن يوسف الثقفى فقد تولى ابنه يوسف ولاية المدينة في وقت لاحق من العهد الأموي.
وهو يوسف بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود الثقفي، وكان يوسف إبن محمد قد ولاه الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك المدينة عام مائه وخمسه وعشرين من الهجره، سلفا للأمير محمد بن هشام وضم إليه مكة والطائف، فجعل يوسف المدينة مركز إقامته، وكان منذ بداية ولايته يميل إلى الشدة والقسوة والحزم، وقد قبض بأمر الخليفة الجديد على الأمير السابق محمد بن هشام وعلى أخيه إبراهيم وعذبهما وتسبب في قتلهما الأمر الذي أدخل شيئا من الهلع والخوف على أهل المدينة إلا أن عهده امتاز بأن ازداد عطاء الناس في المدينة وتدفقت عليها أموال كثيرة، وخاصة في موسم الحج، وعاشت المدينة في هدوء لعدة شهور، وظلت كذلك إلى ظهور الثورة على الخليفة الوليد.
التي قام بها ابن عمه يزيد بن الوليد وانتهت بقتل الوليد واستيلاء يزيد على الخلافة وذلك في شهر جمادى الآخرة سنة مائه وسته وعشرين من الهجره، فعمد الخليفة الجديد إلى عزل الأمير يوسف من ولايته، وولى مكانه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ولم تذكر المصادر عن حياة يوسف بعد الإمارة شيئا، خاصة وأن الدولة الأموية انتهت بعد عدة سنوات من عزله، وأما عن محمد إبن يوسف الثقفى، فقد تزوجت ابنته أم الحجاج من يزيد بن عبد الملك، وأنجبت ابنه الوليد الذي تولى الخلافة في وقت لاحق، ويزيد هو يزيد بن عبد الملك الأموي القرشي ويلقب يزيد الثاني وهو ولد سنه واحد وسبعين من الهجره، وقد ولي الخلافة بدمشق بعد عمر بن عبد العزيز سنة مائه وواحد من الهجره.
وهو ابن تسع وعشرين سنة في قول هشام بن محمد بعهد من أخيه سليمان بن عبد الملك، وكان يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي، هو إبن أخي الحجاج بن يوسف، وكان خال الوليد بن يزيد، فلما أفضى الأمر إليه ولاه مكة، والمدينة والطائف سنة مائه وخمس وعشرين من الهجره، وحج بالناس في هذه السنة، وقد قال خليفة كتب الوليد إلى إبراهيم بن هشام بن إسماعيل، وهو والي مكة لهشام بن عبد الملك، فقدم عليه، واستخلف على المدينة محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، فعزله الوليد، وجمعها ليوسف بن محمد بن يوسف مع مكة والطائف حتى قتل الوليد، وقال يعقوب بن سفين فلما ثارت الفتنة، وبايع أهل الآفاق ليزيد بن الوليد نزع يوسف بن محمد عن المدينة، فاستعمل عليها عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وقد قيل افتعل كتابا فولي المدينة، وقد توفي محمد بن يوسف الثقفى سنة تسعين من الهجرة.